مدينة الحرير

1977



1984


1990




2006


2006



إن مدينة الصبية هي إحدى المدن التي تمت دراستها في استراتيجية التطور العمراني في دولة الكويت. و قد أخذت بلدية الكويت في عين الاعتبار أن يتم تخطيط هذه المدينة لاستيعاب الأعداد السكانية الآخذة في الازدياد. و عليه فقد أجريت حتى الآن أربع دراسات بخصوص مدينة الصبية كمدينة سكنية -الموضحة أعلاه- إلى أن تم اقتراح مدينة الحرير كمركز تجاري و مالي آخر عام 2006 من قبل أحد المبادرين بعد تقديمه دراسة أولية من صفحتين سرد فيها قائمة الاستعمالات المقترحة في مدينة الحرير دون تخطيط لهذه المدينة أو تطرق للدراسات السابقة و إنما إرفاق شكل تصوري للمدينة بأسلوب مبهر، و عليها وافق المجلس البلدي على المشروع من حيث المبدأ بناءً على الفرضية الآتية

عدم إمكانية تطوير مدينة الكويت لتصبح مركز مالي و تجاري للدولة نتيجة للتكلفة المالية المرتفعة لإجراء التعديلات اللازمة على توزيع استعمالات الأراضي بما يتناسب مع الدور المقترح للمدينة و ما يتبع ذلك من تعديلات على شبكة الطرق و المرافق و الخدمات و الذي قد يستدعي الأمر إلى استملاك عدد كبير من العقارات بالإضافة لما يمثله هذا التعديل من عبء على المنطقة الحضرية بمحيطها الشامل. لذا يرى الجهاز الفني بالبلدية ضرورة خلق مدينة ثانية تكون المركز المالي و التجاري للدولة بالإضافة إلى مدينة الكويت العاصمة الإدارية و المالية و مركز الحكم و العمل على تعظيم دور المدينة لإبراز و تأكيد دورها و ذلك على غرار معظم الدول الأخرى

و كانت الموافقة بشرط إعداد المخططات التفصيلية و الالتزام بالاستعمالات و أخذ موافقة الجهات الحكومية على ذلك، فوافق مجلس الوزراء على إنشاء هيئة مستقلة عن الجهاز الحكومي تعني بإدارة مدينة الحرير لتكون مركز تجاري و مالي و عليه كلف الهيئة العامة للاستثمار بتقديم مشروع قانون بإنشاء هيئة وطنية تقوم بإدارة و تنفيذ و إشراف على مشروع مدينة الحرير، و ذلك بالتنسيق مع إدارة الفتوى و التشريع و الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط

و نظراً لعدم التزام مدينة الحرير بأي من الدراسات الموضوعة منذ عام 1977 و حتى 2006 و هي ذات السنة التي تم فيها الانتهاء من آخر دراسة لمدينة الصبية، و عليه أردت أن أوضح الملاحظات المأخوذة على المشروع من قبل مدير مشروع دراسة ٢٠٠٦



1) Disregard for any Basic Planning Principles:
The Silk City Master Plan has clearly not been based on any sound planning principles:

-It talks of establishing a City of 700,000 people in the same area of the Subiya Town Master Plan, which we have just concluded can only accommodate 400,000 people.

-The proposals lack any clear hierarchy of roads nor do they account for the influence of the Boubyan Road Highway and Railway network.

2) The requirements of the Public for Housing Care:
There is a commitment to the Public Authority of Housing Care to provide approximately 28,000 houses and house plots for distribution to Kuwaiti citizens in Subiya. There is no mention or allocation of such housing within the Silk City

3) Taking into account Existing Infrastructure:
Several key elements of Kuwait's State infrastructure are located in the area of Silk City - particularly The Subiya Power Station, the associated overhead pylons of the National Grid and the Ministry of Energy's regional Water Distribution Complex, all of which are disregarded by the Silk City proposals. Please note, the existing power station is located precisely in the proposed site of Culture City!

4) KOC Reserve:
A reserve has to be provided for a KOC pipe line that extends from the desalination plant at the Subiya Power Station to the northern oil fields. No construction is allowed by KOC to take place to on this reserve, except for roads, yet the whole of this area is incorporated in the Silk City proposals.

5) Disregards the Environment:
Kuwait Bay and Khor Assubiya are characterised by extensive inter-tidal mudflats, which are extremely necessary for the eco-system of the North Gulf marine environment. The Silk City proposals have located the Business City, Culture City Leisure City, and Media City in areas that will have permanently damaging effects on these mudflats and the Gulf's eco-system.

The suggested 1km high tower is proposed in the middle of these mud flats!

6) Archeological Sites:
It has only been discovered that the Subiya area is of international historical significance and has played a key part in the State of Kuwait's history. In particular, the remains of the oldest boat in the world have been discovered at the proposed location of Business City, along with several burial mounds sites. Please note the National Council for Culture, Arts and Literature requires the provision of a 1 kilometre buffer zone surrounding these sites to ensure their preservation - none of which has been taken into account in the Silk City proposals.

Jeff de Lange
Project Director
HOK

يتضح لنا من هذه الملاحظات مدى خطورة قبول هذه المبادرة و التي نرى فيها الرغبة في استثمار مدينة الصبية للاستفادة التجارية مهملين بذلك كل الدراسات السابقة للمنطقة و خصوصا دراسة 2006 و التي كلفت 600,000 دينار كويتي مصروفة من ميزانية بلدية الكويت. و هكذا، و رجوعا إلى كل ما أوردت هنا من معلومات في هذا الشأن فإني أرى أنه لا مانع من إنشاء هيئة مستقلة للعناية بمدينة الصبية و لكن مع وجوب العمل بمقتضى دراسة 2006 و التخطيط المعتمد بها.

أما بخصوص زيادة المردود التجاري و الاستثماري في دولة الكويت فلا نريده أن يحاكي الأسلوب المتبع في اتخاذ القرارات في شتى المجالات في الكويت مثل إنشاء مدينة للعمال كحل لأزمة العمال الإسكانية، و إنشاء منطقة صحية لقصور المستشفيات و ذلك يؤدي إلى تركيز الوجهات و بالتالي ضغط أكبر على شبكات الطرق، حيث أن تقارب أوقات الرحلات اليومية بسبب تشابه المهنة أو الوجهة سوف يؤدي إلى ازدحام مروري كما أن تخصيص مناطق لاستعمالات متشابهة سوف يقلل بلا شك نسبة التكامل الوظيفي في التجمعات العمرانية. أما في حال اعتراض الهيئة المتوقع تشكيلها على التخطيط فممكن استئناف الدراسة التفصيلية من الناحية التجارية مع المستشار الذي وضع الدراسة

و مما طُرح يرد أيضاً التساؤل حول كيفية البناء على الفرضية المذكورة أعلاه المتضمنة عدم تحمل مدينة الكويت للمزيد من الاستثمار التجاري و هي لم تكتمل الصورة العمرانية لها بعد، و لم تُدرس إمكانياتها لاستيعاب التوسع التجاري. مع أني أرى ضرورة توزيع التركيز الاقتصادي في أرجاء المنطقة الحضرية في الكويت بصورة عامة فلا تتخصص و تتحدد بمدينة الحرير، حيث أن الكويت لا تتحمل المركزية الآن و هي في طور انتشارها الخطي على ساحل البحر و ما يقابله من مساحة تحدها آبار النفط من الجهة الغربية

أتمنى أن تقف إجراءات مدينة الحرير لحين وضوح الرؤية و اعتماد دراسات المخطط الهيكلي لمدينة الصبية للعام 2006 على أن تكون الهيئة لتنفيذ ما ذكر في الدراسة لا لتشكيل دراسة جديدة تشتمل على ما اقترحه المبادر من استعمالات و استيعابات سكانية و استثمارية و تجارية و التي بها يؤمل الناس بمستقبل حضري استناداً إلى صورة جاذبة كاذبة

ملاحظة: أعتذر عن عدم وضوح الصور

مسألة البريعصي

كيف يمتنع البريعصي عن الدخول من فتحة الشفاطة؟ و هل ممكن أن يحاول الدخول أثناء دوران الشفاطة لعدم ملاحظته أجنحتها -التي تختفي مع ازدياد سرعتها- فينتثر في أرجاء الحمّام أو المطبخ مقطعاً إرباً إربا؟ و إن كان هذا الاحتمال وارداً، هل سيكون البريعصي واضح الأعضاء أم أنه سينتهي غباراً تذروه المخمة؟ و كيف سيفلسف حياته إذا استوى نصفين أحدهما داخل البيت و الآخر في الخارج؟

غيوم آب

كنت أحاول أن أكتب قصيدة عن غيوم آب، هي خيالات تريد أن تُقفى و لهذا كان نظماً صعباً حزيناً. أردت بها صفة الغيوم و لكنها كانت تنوح فنحيت كراستي و استويت أكتب نثراً. ليلتها أخبرني والدي بوفاته، فهرعت إلى المكتبة أبحث عنه. كان كتاباً أخضراً صغيرا، و كنت هنا جالسة. لابد أن يكون الديوان قريباً من هذا المكان الذي عنده جلست، قبل أربعة عشر سنة، عندما اختبأت لأول مرة في المكتبة للبكاء، كانت كلماته آنذاك أول أبيات شعر تواسيني في محني الغضيضة



وجدت الكتاب في زاوية أخرى، أخذته و مجموعة أخرى من كتبه ثم قمت الليل معه. بحثت في مرثياته فصرت أقرأ له كمن يقرأ عنه

لقد كانت العروبة فخره، و القومية حلماً جميلاً في خياله، و كلماته رصاصات تحيي، لا تميت. ديوانه الأخضر هذا و الذي صدر في الثمانينات كان خريطة مقفاة، زار فيه صنعاء و مصر و عمان و فلسطين و بغداد و الجزائر و قرطبة و تونس و دمشق و لبنان ثم عودة للكويت. أشفقت عليه و على خيانة الزمن لذلك الحلم الذي كان عن تمنيه لا يمل و لا يحيد، و ضاق صدري عندما فتحت ديوان التسعينات، فباعث القهر فيه لحن من الذكرى أثير، و فكرٌ لم يزل يتبدد

أنا لا أفقه بالعروض، و أصنف الشعر في هذه المدونة على أساس ابتعاده عن النثر لا إثباتاً لبنيته الشعرية، فمحاولاتي فيما أصنفه شعراً لا تتعدى الأمنية، لكن بينما كان أحمد السقاف يرحل، كنت أحاول أن أبني الأبيات دون أن أكسرها، كفرخ يحاول الطيران أو ربما دجاجة. و بعدما سمعت الخبر، و الذي جر خبر وفاة الشاعر غازي القصيبي أكملتها مما اعتراني من هذا الفقد، و اعذروا ركاكتها


١- ١٩٨٧
٢- ١٩٨٢ شارك بها الشاعر في حفل تأبين أقيم للأديب أحمد البشر في قاعة رابطة الأدباء


إضغط على الرابط

إلى حبيبين

أجيزا عليّ القول فيما أراه فإني أظن أن مائل البخت حسن النصيحة، و اقبلاها أو فاعتبراها اعتبار كلام عجوز خرفة فأعلنا السخرية و أبطنا التصديق. لقد مر بينكما الوقت و فرق، و طغى عليكما الكبرياء فلفق عليكما من الوهم ما لفق، فإلى متى؟ أنتِ تكتبين الرسائل إلى الفضاء و أنتَ تصنعها من كل النساء. فارحما جدائل الوصل الخفية؛ اتركي قاموسك المؤنث يبلى أمام صريح التماس، و اجمعهن فيها، هي وطنكَ المنشود فكيف عنها تتمنى أن تتوه؟ هو لا يرى في عيون النساء إلاكِ، و لا يسمع إلا نشيد لحنكِ الطاغي، و هي باسمكَ تبدأ، و باسمكَ تنتهي، و عن أثركَ في عيونهن تقتفي.

هي إليكَ بكل عصب نابض تحت جلدها الأبيض، و هو إليكِ بكل رقصة تؤديها يديه. داء البعد في بلادنا منا تمكن، فترى الوجد أبلغ بعد الرحيل، و ترى النور أسطع عند المغيب. اغلب جور المسافات و طِر إليها فإن هجرها، هي بالذات، ليس من الحكمة، إذهب إليها و افتق غرز الأوهام التي خاطت بها رأسها بعد أن شجه ساطور ضعفك و ضعفها. نعم، من الضعف أن تطفي شوقكَ من ينبوع خيالكَ، و من الجهل أن تعاتبيه كلاماً، فإن خمر العتاب تشربه الألسن لا الحناجر.

حبيبها، عندما تلاعب قوة المكنون التي منك إليها تنطلق، و تحيد الوصف عمن عليها ينطبق، يتوه حمامك الزاجل و يبقى غزلك لبوس الرياح تتباهى به أمام نساءك المنهكات.

حبيبته، أغواكِ وسواس التأدب عنه، فأجلسك على عرش الغيرة و الأمل، و انتشرت عروقك الثائرة في جيشك المتحفظ. أرجوك لا تنتظري من الحب دليلا أو برهان، هو هكذا، لا يفسر، هو هكذا، محض إيمان

Inception

Inception the film is written, directed and produced by Christopher Nolan the same director and writer for 'Memento' and 'The Prestige'. His technique is always a timely trick emerging from a defined concept which is considered the ultimate theory to be sought during the process of events.

I loved the idea of Inception but not the world created for it. The problem is in the process of events; the presentation of the idea informed us of what will happen, and the doubt of its success wasn't convincing enough to consider.

It is clear that the operation's success depends on the leader's control over a network of visuals, reflections and beliefs produced from his reality/dream/memory. Thus it is a predicted operation in a previously (not instantly) designed context versus defused unpredicted happenings, meaning that we can't even know the unpredicted even if it is mentioned or happened.

The three designed dreams for the operation seemed to be random, it is true that we have to do a puzzle or a trap for the dreamers not to solve and to be under control by the dream but unfortunately the architects ignored the psychological impact of speed in favour of the psychological and technical impact of space and place.

If everything is calculated, then the unpredicted is 'nothingness'. Therefore the director should have hid one element of the equation instead of hiding the original proof of the operation to succeed (the inception of the film). Elements of the equation such as the Labyrinth, the speed, the signal or the dreamer can be played upon to produce doubt instead of nothingness or the threat of the leader's memory. What if the architects have to instantly design the dream?

Because the idea was explained in the beginning of film in an educational fashion (just like he did in The Prestige) the director tried to create a visual knot to evoke confusion and doubt (the fight scenes), but that wasn't convincing to me because the rules were explained from the beginning.

The predicted end makes the director's visual effort to be a continuously failing infection of doubt. However the idea itself was overwhelming enough to invade all my senses.

ماذا بعد الروضة؟

لقد كنت أتديرف (أتأرجح) أو بالأحرى كنت أدير سلسلتا الديرفة على بعضهما البعض، و ألفّ و ألفّ، ثم أفلتها لأدور سريعا و أرى الرماديات و البيجيات و القليل من الأخضر الباهت تمتزج في عيني لأتساءل هل الدنيا تدور، أم هي عيني التي تدور؟

أين محمد؟ إبن خالي الصغير، فلقد كنت أريد أن أرافقه إلى الطبيب لأنه أصيب بجرح، لكن لم ينادوني. سمعت دوياً و أنا أبتعد عن مكان الدوارف و لكني لم آبه، جاءتني بعدها بُسْبَة خادمتنا بدراعتها الوردية الممتلئة بلحمها و هي تركض إليّ، تناديني تقول: أكو بمب، بمب، أكو قنبلة، أكو حرامي. و أنا ما زلت غير مصدقة ما تقول حتى تلا كلامها ضربة شديدة فزعنا كلتانا منها و هرعنا إلى الشاليه، تعابير وجوه عائلتي كانت كلها تتشابه، بحركة سريعة حُزمت الحقائب و سرينا آخر الليل.

منتزه الخيران كان من أجدد المشاريع آنذاك، كنا سعداء إذ وجدنا حجزاً، و نحن نبتعد عنه حادرين (شمالاً) إلى مدينة الكويت كنتُ أرى -و قد كان النور بزغ حينها- على المدى و أنا محشورة في مؤخرة الجيمس دبابات تمشي عليها جنود، كنتُ لا أعلم ما هوية هؤلاء الجنود، معنا هم أم علينا، لكن كنتُ أعلم أننا في حالة حرب، وصلنا و صعدنا إلى سطح بيتنا فأرعبتني رؤية العديد من الناس و السيارات يتحركون بحركة سريعة لم أعهدها يوماً في بلدي المتهادي، الساحة الخلفية التي كانت ملعباً ترابياً هاج بالأنوار و الأصوات، إنها حالة الخطر الأولى أمام عيني خريجة الروضة ذات الخمس سنوات و نصف.

مذيع الأخبار يوسف مصطفى بخلفية زرقاء ينقل خبر العدوان العراقي على دولة الكويت. لم يكن والدي موجوداً (فقد كان وزير التربية و ذهب إلى الطائف مع الحكومة) لكن قبعت صورته في ذاكرتي و كأن سؤالي عنه أوجده في هذا الوقت بعينه، كانت اللحظة مختزلة بسلم بيتنا و نور خافت. أحد أبناء عمي، و أمي و خيال أبي يتناقشان في مأوانا و مأواهم و جدي المريض، و هلع في عيني حميد الطباخ يخبر أمي بخوفه و يصارحها بعزمه على المغادرة.

ظل جدي مع عمي و انتقلنا أنا و أمي و إخوتي إلى بيت جدتي لأن فيه سرداب. هناك اجتمع أغلب أفراد الأسرة إلا البعض الذين كانوا مسافرين في فترة الصيف، أذكر خالي خالد كان مسافر، و كانوا دائماً في محاولات للاتصال به. كنا ننام في السرداب و كان لونه أزرق فاتح، كان البحر في السرداب، و فيه تتقطع الأحداث.

متاهة من الأرائك الإسفنجية المكدسة في ركن واحد

شاي سلمى صديقة بُسبَة و البورسلان الأخضر

حلب الصخول و جلسات العجن و الخَبز

حذائي من غير جورب

حديثنا عن أبي و كأنه أسطورة

كعكة عيد ميلادي منقوش عليها رقم ستة من صنع أختي الكُبرى

الحنفية، الماء، الصابون، و التخت الذي أقف عليه لأغسل الصحون

رجعنا بعد فترة إلى بيتنا للزيارة، حول الحديقة العامة المطلة على شارع المنطقة الرئيسي كان صفاً من العساكر المتصنمين الحاملين على أكتافهم شتى أنواع البنادق. و كنا نمر أمامهم بالسيارة و كانوا متهيئين للرمي، هي لحظة، هي ثانية أو أصغر، نمر بها داخل هذه السيارة، فإما أحياء أو أموات، هذا ما كان يدور في عقلي آنذاك مع انعدام اللغة. لعبت يومها بدراجتي الحمراء في الحوش حول بيتنا.

عندما حلقت أمي رأس محمد فوق السطح و شاهدنا العساكر يسكنون بجوارنا

عندما اجتمع العساكر على باص مدرسة معطل يريدون إصلاحه

عندما دخلت بينهم متلثمة بشماغ لأنادي أخي

عندما دخل أحدهم بيتنا فجراً و اجتمعنا عند أمي

ليلة التكبير و دراعة علم الكويت

قصة البجعات السبع

سورة الفيل و ماما عايشة، أم جدتي

عندما أتظاهر بالنوم لكي تقبلني أمي كما قبلت أختي

دراعتها القطنية السوداء، مرسوم عليها حمامة

و عندما لبست الحريم السواد و جلسن إلى بعضهن البعض، أول عزاء أشهد كان لأجدادي

انبطاح! و ذلك الحلم، أن غوريلا عظيمة اجتاحت بيت جدتي بينما أشاهد التلفزيون، و تحول البث إلى صورة ذلك الاجتياح، و أحاول إغلاق الجهاز دون جدوى. ثم أصعد للحوش لأرى آثار أقدامها الكبيرة على الكاشي الذي آنذاك كنت قد عددته قطعة قطعة، و أرجع مرة أخرى لأغلق التلفزيون، دون جدوى.

أفقت، و لم يكن أحد في السرداب و لا أحد حتى في الجوار، علمت بعد ذلك أن الكل خرج يتفقد البيوت المجاورة، عندما وجدتهم، ذهبنا إلى مدرسة الجزائر خلف بيت جدتي مباشرة، كانت الطاولات و الكراسي في قاعات الدراسة مهشمة، و أذكر لغرابة الموقف تناثر أكياس من حلوى تزيين الكعك في نفس المكان، كنا حذرين معها لخوفنا من احتوائها على ما يضر.

توالى صوت القصف، "الضربة الجوية" هكذا نرددها كما يقولها الكبار، أطلق بعدها أحد الجيران طلقة التحرير، و فرح الجميع، و أخذنا خالي بسيارته الشيفروليه الرمادية إلى حيث كانت صورة صدام حسين قائمة على أحد الشوارع و واقف أمامها من يعطي سلاحه لكل من يمر لكي يرميه، و كنا منهم، عرفت منذ ذلك المكان أن السلاح ليس من بلاستيك.

لم يصب بيتنا بسوء إلا من بعض الطلقات التي اخترقت الجانب العلوي من البيت، و عندما رأينا المكتبة سليمة، قالت لي أمي بأن الله سلّم على ما عندنا لأنها خطت آية الكرسي على ورقتان علقت إحداهما على باب المكتبة و الأخرى على باب البيت.

لقبونا بعد ذلك بالصامدين و ظلت السماء سوداء لمدة طويلة، و صار كل شيء مرتبط بالعدو مدعاة للسخرية و الغضب، و كل الكلمات التي حفظناها من أيام الصمود، صارت زاداً لنا إلى خيال ألعابنا؛ أسماء الصواريخ، نبرة صوت صدام، التهويس، أما الصور التي شاهدناها فقد انتقلت إلى عروق ألواننا.. و ما لا يُقال ظل يبكي على ما قيل