كتب هذه القصة أوسكار وايلد، و نهايتها ( لا تقرأ إلا بعد مشاهدة القصة) صار الصبي فيلسوفاً لأنه فشل في أن يصير محباً، فالحب كما قال العندليب، أكثر حكمةً من الفلسفة
Stories
حلم
البارحة رديت البيت و أنا كلي أمل بالنوم، كنت محملة بالكتب و الكراسات الراغبة بالاستئثار بليلتي، و كان جسدي يغويني لأن آخذ نصيبي اليومي من القهوة، لكني أبيت إلا أن أنام، و لا شيء غير هذا، بما أني لا أملك القدرة على الذهاب إلى كوخ بعيد
المراد أني رأيت فيما يرى النائم بعد منازعات و مشاحنات للاستسلام للنوم أننا في حديقة شاليه ثم جاءت حمامة و حفرت جحراً تحت الشاليه لتعيش فيه. و كان أن أطفال عائلتنا يركضون بمرح حتى رأيت بينهم تتمشى حية سوداء، حاولت تنبيه الأطفال، و لكن أحدهم -و الذي في الحقيقة لم يتكلم بعد- قال لي بأنها لا تؤذي و صاروا يلعبون معها و أنا أنظرهم بخوف و هلع، و هي تحوم حولهم و لا تفتأ تتردد على بيت الحمامة و كأنها صديقتها، و مع الوقت تغير شكل الحية و صار لها وجه أشبه بالكلب أو الضبع
بعد ذلك صرنا في بيتنا نجهز حماراً بسرج للذهاب إلى الشاليه، و كان في العربة التي يجرها الحمار و أنا على ظهره: أمي و ثلاثة أو أربعة شبان، و أحياناً أصوات لناس أخر؛ لا أرى أصحابها و لكني أسمعها كلما انتبهت للطريق. ثم عندما دخلنا حولي نعبرها للوصول إلى شارع الفحيحيل، رأيناها وعرة كئيبة و أغلب مبانيها مهدمة أو جاري هدمها. و لأن الأرض وعرة نزلت عن الحمار و صرت أسحبه هو و من في العربة، كان عبئا ثقيلا و كنت أسحب ببطء و أتأذى من مرأى حولي التي صارت أطلال
وصلت أخيراً إلى المخرج الترابي من حولي و هنا تبين لهم تعبي الشديد و عرض عليّ أحد الشبان و هو مرتاح في العربة أن يساعدني، فقلت له أنني أستطيع استكمال آخر عقبة بعدها يمكن أن يسوق بنا الحمار في طريق الفحيحيل بلا عقبات حيث أنه طريق معبد، و هذا ما حصل و لكن ما أن وصلنا إلى الشارع اتضح أن الحمار لا لجام له و لا ركاب، لذا اضطررنا التوقف لشراءه ثم أكملنا السير
جدير بالذكر أن الحلم بصفة عامة كان يعرض بالمقلوب فقد بدأ بمشهد وجودنا بالشاليه، ثم مشهد حديقة الشاليه ثم انتهى بمشهد الرحلة إلى الشاليه
المراد أني رأيت فيما يرى النائم بعد منازعات و مشاحنات للاستسلام للنوم أننا في حديقة شاليه ثم جاءت حمامة و حفرت جحراً تحت الشاليه لتعيش فيه. و كان أن أطفال عائلتنا يركضون بمرح حتى رأيت بينهم تتمشى حية سوداء، حاولت تنبيه الأطفال، و لكن أحدهم -و الذي في الحقيقة لم يتكلم بعد- قال لي بأنها لا تؤذي و صاروا يلعبون معها و أنا أنظرهم بخوف و هلع، و هي تحوم حولهم و لا تفتأ تتردد على بيت الحمامة و كأنها صديقتها، و مع الوقت تغير شكل الحية و صار لها وجه أشبه بالكلب أو الضبع
بعد ذلك صرنا في بيتنا نجهز حماراً بسرج للذهاب إلى الشاليه، و كان في العربة التي يجرها الحمار و أنا على ظهره: أمي و ثلاثة أو أربعة شبان، و أحياناً أصوات لناس أخر؛ لا أرى أصحابها و لكني أسمعها كلما انتبهت للطريق. ثم عندما دخلنا حولي نعبرها للوصول إلى شارع الفحيحيل، رأيناها وعرة كئيبة و أغلب مبانيها مهدمة أو جاري هدمها. و لأن الأرض وعرة نزلت عن الحمار و صرت أسحبه هو و من في العربة، كان عبئا ثقيلا و كنت أسحب ببطء و أتأذى من مرأى حولي التي صارت أطلال
وصلت أخيراً إلى المخرج الترابي من حولي و هنا تبين لهم تعبي الشديد و عرض عليّ أحد الشبان و هو مرتاح في العربة أن يساعدني، فقلت له أنني أستطيع استكمال آخر عقبة بعدها يمكن أن يسوق بنا الحمار في طريق الفحيحيل بلا عقبات حيث أنه طريق معبد، و هذا ما حصل و لكن ما أن وصلنا إلى الشارع اتضح أن الحمار لا لجام له و لا ركاب، لذا اضطررنا التوقف لشراءه ثم أكملنا السير
جدير بالذكر أن الحلم بصفة عامة كان يعرض بالمقلوب فقد بدأ بمشهد وجودنا بالشاليه، ثم مشهد حديقة الشاليه ثم انتهى بمشهد الرحلة إلى الشاليه
ساهور الأرض
في طريقنا إلى البحر، كان في حجري، و كان يسأل عن كل شيء فسألته إذا كان يريد قصة، فأومأ بالإيجاب. حلت عليّ نشوة الهذيان فأنا لم أمارس الحكي منذ مدة (و إن في كتابتي تفصيلات أكثر مما حكيت و في نفسي تفصيلات أكثر مما كتبت)
مر زمن على ناس يسألون كثيراً حتى هربت الأسباب، و ظلوا تائهين كئيبين في مجاعة الملل. كانوا في صحراء بسيطة، لم يعد مداها يستهوي النظر و لا يغوي الرحالة بالسفر. و في يوم، صعد صبي عمود الكهرباء عازماً السفر إلى السماء، هناك حيث لا يوجد مدى. و في أثناء صعوده وجد خيطاً حريرياً متدلٍّ من السماء من فضاء لم ينكشف بعد فتشبث به و تسلق حتى بان أصل الخيط. فقد كان نسلاً من سجادة رآها الصبي تزخرف السماء و تستر الأرض عن كون فسيح، فيها من رسوم الخلق عجيبها، و من ألوان الحياة بديعها و ما أن وصلها حتى انقلبت موازين جذبه و عينه أخذت مكان رجله. و صار يتفسح على هذه السجادة العظيمة و يتمنظر على ما يتكتل منها و يتشكل و يتحرك ثم يرجع يتسطح ثم رأى أن كائنات هذا النسج تتغازل، فتتقارب لاعبة و تتباعد مداعبة بلا سبب أو أدب، فحادث الصبي غزال ترقص تحت شجرة برتقال أو شيء مثل هذا و اشتكى لها حال قومه، فأشارت عليه أن يذهب إلى الأبّار (صانع الإبر) و نبهته بأن ليس له مكان واحد و إنما يصنع في كل بقعة إبرة و لهذا وجب على الصبي -حسب وصف الغزال- أن يذهب إلى أكبر مَزَل و الذي فيه تتقعر السجادة أو تتحدب
ذهب الصبي إلى الأبّار الذي عَجُبَ عليه أمره، فإن طل عليه من وجه السجادة خرج الأبّار لظهر السجادة و هذا ما كان في حالهما طوال فترة حديثهما، حتى اتفقا على أن يصنع الأبّار للصبي إبرة يخيط بها السجادة بالصحراء حيث يسكن. أدخل الصبي خيطاً في عين إبرته و نزل إلى أرضه الترابية يغرزها في غيرانها ثم يصعد، ثم ينزل، ثم يصعد، ثم ينزل، حتى إذا زادت الغرز و كثرت الخيوط بين السجادة و الصحراء صارت الكائنات تنزل عازفة لحناً من ذات الأوتار التي خيطت بها، فتجمعت الأقوام إثر عذب النغم يلتمسون جديداً و تدافعوا ينظرون ما الخبر، و لكن القادمون من سجادة السماء لم يشرحوا شيئاً و إنما بدأوا يعلمون الناس ألعاباً و رقصات و ما زالوا على ذلك حتى انشغل بعضهم ببعض و قضى كلٌ قضيته و هبّت مع ذلك ريح قوية صيرت صوت الأوتار نشازاً يكاد يصم الآذان، و لذلك رأى الصبي أن يفل قِران الأرض بالسماء و يتركهما للتوازي، فذهبت الكائنات الجميلة عن تلك التي مسحها الغبار راجعة مع الريح إلى مرباها، و انقشع بعد حين خمار الأرض الزخرفي لتلون وجهها بنور الشمس، و منذ ذلك الحين تعلّمت الأقوام كيف يلعبون، و كيف يرقصون
مر زمن على ناس يسألون كثيراً حتى هربت الأسباب، و ظلوا تائهين كئيبين في مجاعة الملل. كانوا في صحراء بسيطة، لم يعد مداها يستهوي النظر و لا يغوي الرحالة بالسفر. و في يوم، صعد صبي عمود الكهرباء عازماً السفر إلى السماء، هناك حيث لا يوجد مدى. و في أثناء صعوده وجد خيطاً حريرياً متدلٍّ من السماء من فضاء لم ينكشف بعد فتشبث به و تسلق حتى بان أصل الخيط. فقد كان نسلاً من سجادة رآها الصبي تزخرف السماء و تستر الأرض عن كون فسيح، فيها من رسوم الخلق عجيبها، و من ألوان الحياة بديعها و ما أن وصلها حتى انقلبت موازين جذبه و عينه أخذت مكان رجله. و صار يتفسح على هذه السجادة العظيمة و يتمنظر على ما يتكتل منها و يتشكل و يتحرك ثم يرجع يتسطح ثم رأى أن كائنات هذا النسج تتغازل، فتتقارب لاعبة و تتباعد مداعبة بلا سبب أو أدب، فحادث الصبي غزال ترقص تحت شجرة برتقال أو شيء مثل هذا و اشتكى لها حال قومه، فأشارت عليه أن يذهب إلى الأبّار (صانع الإبر) و نبهته بأن ليس له مكان واحد و إنما يصنع في كل بقعة إبرة و لهذا وجب على الصبي -حسب وصف الغزال- أن يذهب إلى أكبر مَزَل و الذي فيه تتقعر السجادة أو تتحدب
ذهب الصبي إلى الأبّار الذي عَجُبَ عليه أمره، فإن طل عليه من وجه السجادة خرج الأبّار لظهر السجادة و هذا ما كان في حالهما طوال فترة حديثهما، حتى اتفقا على أن يصنع الأبّار للصبي إبرة يخيط بها السجادة بالصحراء حيث يسكن. أدخل الصبي خيطاً في عين إبرته و نزل إلى أرضه الترابية يغرزها في غيرانها ثم يصعد، ثم ينزل، ثم يصعد، ثم ينزل، حتى إذا زادت الغرز و كثرت الخيوط بين السجادة و الصحراء صارت الكائنات تنزل عازفة لحناً من ذات الأوتار التي خيطت بها، فتجمعت الأقوام إثر عذب النغم يلتمسون جديداً و تدافعوا ينظرون ما الخبر، و لكن القادمون من سجادة السماء لم يشرحوا شيئاً و إنما بدأوا يعلمون الناس ألعاباً و رقصات و ما زالوا على ذلك حتى انشغل بعضهم ببعض و قضى كلٌ قضيته و هبّت مع ذلك ريح قوية صيرت صوت الأوتار نشازاً يكاد يصم الآذان، و لذلك رأى الصبي أن يفل قِران الأرض بالسماء و يتركهما للتوازي، فذهبت الكائنات الجميلة عن تلك التي مسحها الغبار راجعة مع الريح إلى مرباها، و انقشع بعد حين خمار الأرض الزخرفي لتلون وجهها بنور الشمس، و منذ ذلك الحين تعلّمت الأقوام كيف يلعبون، و كيف يرقصون
قصة طاولة الأكل
أتاني راكضا، قصي لي قصة العصافير اللي قلتيها اليوم؛ يقصد هني ذاك اليوم
ماني قاصتها، قول لي عن شيء جديد أقص لك عنه
قولي عيل قصة القبقب و الأسد اللي قلتيها اليوم
هذي قصة قلتها بعد قصة العصافير و ما كنت متوقعة راح يذكرها، حتى أنا نسيتها، و قلت له ماني قايلتها
إنزين قصة الزهيوي و الخبز
!!
هالقصة كانت قبل سنة
خلاص خلاص، أنا بقولك قصة، و صمت تخريفي بحت تلاه
قصة طاولة الأكل،
كان يا ما كان في قديم الزمان كان في أطفال ضايعين، لقوا لهم مكان يعيشون فيه تحت طاولة الأكل. و في وقت العشاء شرع الناس يأكلون على الطاولة، حتى إذا زادت قرقعة الصحون و الكؤوس و الملاعق، ارتجت الأرض تحت الطاولة و انفرجت فتقلب الأطفال على سلالم تقود إلى الأسفل. نزل الأطفال فقادتهم السلالم إلى مصنع كبير تنفث منه رائحة زكية و إذا بأقزام كثر كل واحد منهم يصنع قطعة بسكويت، و كل قطعة عليها إسم، سأل الأطفال أحد الطباخين عن الأسامي المنقوشة على قطع البسكويت الشهية، فقال أنها لأطفال العالم، و أن لكل طفل قطعة باسمه. فطالب الأطفال بقطع بسكويت لهم بما أنهم من أطفال العالم
أين تسكنون؟ سأل القزم
تحت الطاولة، أجاب أحدهم
تحت الطاولة، لا أحد يسكن تحت طاولة!! كيف لي أن أعتبرك طفلا؟
و لكن من حقنا أن نحصل على البسكويت، فنحن ما زلنا أطفالا
إذهبوا إلى كبير الطباخين فلربما ساعدكم و حقق رجاءكم البعيد
فذهب الأطفال إلى كبيرهم و أعلموه بخبرهم، فقال
ماني قاصتها، قول لي عن شيء جديد أقص لك عنه
قولي عيل قصة القبقب و الأسد اللي قلتيها اليوم
هذي قصة قلتها بعد قصة العصافير و ما كنت متوقعة راح يذكرها، حتى أنا نسيتها، و قلت له ماني قايلتها
إنزين قصة الزهيوي و الخبز
!!
هالقصة كانت قبل سنة
خلاص خلاص، أنا بقولك قصة، و صمت تخريفي بحت تلاه
قصة طاولة الأكل،
كان يا ما كان في قديم الزمان كان في أطفال ضايعين، لقوا لهم مكان يعيشون فيه تحت طاولة الأكل. و في وقت العشاء شرع الناس يأكلون على الطاولة، حتى إذا زادت قرقعة الصحون و الكؤوس و الملاعق، ارتجت الأرض تحت الطاولة و انفرجت فتقلب الأطفال على سلالم تقود إلى الأسفل. نزل الأطفال فقادتهم السلالم إلى مصنع كبير تنفث منه رائحة زكية و إذا بأقزام كثر كل واحد منهم يصنع قطعة بسكويت، و كل قطعة عليها إسم، سأل الأطفال أحد الطباخين عن الأسامي المنقوشة على قطع البسكويت الشهية، فقال أنها لأطفال العالم، و أن لكل طفل قطعة باسمه. فطالب الأطفال بقطع بسكويت لهم بما أنهم من أطفال العالم
أين تسكنون؟ سأل القزم
تحت الطاولة، أجاب أحدهم
تحت الطاولة، لا أحد يسكن تحت طاولة!! كيف لي أن أعتبرك طفلا؟
و لكن من حقنا أن نحصل على البسكويت، فنحن ما زلنا أطفالا
إذهبوا إلى كبير الطباخين فلربما ساعدكم و حقق رجاءكم البعيد
فذهب الأطفال إلى كبيرهم و أعلموه بخبرهم، فقال
ما أسماؤكم؟
أنا زفرون
و أنا أخته زفيرة
و أنا ابن عمهم گنوش
سكت القزم لبرهة، ثم استطرد
إذا أردتم قطع البسكويت، فيجب عليكم أولا حمل أعلام بأسمائكم إلى الجبل الأكبر هناك، و غرس أعلامكم في قمته
ذهب الثلاثة إلى ذلك الجبل العظيم، و مروا بجميع درجات الصعود، إلى أن وصلوا إلى القمة. كانت قمة الجبل أرض واسعة مليئة بالأعلام المغروسة تبدو و كأنها العشب من كثرتها، و تتوسط الأرض شجرة ضخمة
فرح الأطفال لوصولهم السالم، و لما شرع أحدهم بغرس علمه زمجرت صرخة رجت الأرض و هزت الشجرة، فزع الأطفال و ظنوا أن الأرض تألمت، حتى بانت من وراء جذع الشجرة العظيمة عجوز سخيمة اقتربت منهم و هي تعرج من قِدَم قدميها، و حملقت في وجوههم الصغيرة و كأنها تتفقد غنائمها: من سمح لكم أن تغرسوا في أرضي أعلامكم من غير استئذاني؟ لا أحد من الأطفال يجرؤ على هذا الفعل المشين
نحن آسفون يا سيدتي، لم نكن نعلم أن القمة لها مالك
لن يغرس أحد شيئا إلا بعد أن أسأله سؤالا، و الآن تعال يا زفرون و اتبعني إلى الشجرة
لحق زفرون بها، و بقي الباقيان في ترقب قلق
ما اسم أختك؟
زفيرة
لا، لديها إسم آخر
زفيرة، أنا متأكد من ذلك
لا، لديها إسم آخر
كيف يكون ذلك، إنها أختي
و كررت العجوز جملتها
أحقا لديها إسم آخر؟ أحقا ذلك، لم يخبرني أحد بالأمر
فارتسمت على وجه العجوز ابتسامة ما زادتها إلا قبحا و قالت: لقد أخطأت الجواب يا زفرون، و الآن هات علمك و اصعد فوق الشجرة.
صعد زفرون الشجرة حزينا و فوجئ بأعداد من الأطفال مختبئين فيها و ينظرون إليه بعيون تائهة. ثم نادت العجوز أخته زفيرة و قالت لها:
ما اسم ابن عمك؟
اسمه گنوش
لا، لديه اسم آخر
قلت لك اسمه گنوش، هو ابن عمي و أنا أعرفه
فرددت العجوز، لا، لديه اسم آخر
إنك عجوز كاذبة، و إنه گنوش ابن عمي و ليس له اسم آخر
فعبست العجوز و رفعت ما بقي من حاجبيها بكبرياء، و قالت للطفلة: لقد أصبتِ و عليكِ الأمان، فاغرسي علمك و اغربي عن هذه القمة من ذاك الاتجاه لكي لا يراك ابن عمك
فعلت الطفلة ما أُمِرَت و ناداها أخوها من على الشجرة، و ناداها، و لكن العجوز كانت قد أسكنت الرياح فلا صوت يُسمع و لا صدى. ثم جاء دور گنوش في السؤال
ما اسمك؟
گنوش، أجابها بثقة
لا، لديك اسم آخر
اسمي گنوش، لم أعلم اسم غيره، أجاب بقلق
لا، لديك اسم آخر
أحقا لدي اسم آخر؟؟ لم يخبرني أحد بذلك، لم أعلم يوما بذلك
صدقها المسكين فضحكت و انتزعت علمه من كفه الصغيرة و قالت: لقد أخطأت الجواب، فاصعد إلى الشجرة مع زفرون و باقي الأطفال
فانهمرت من عينيه الدموع و تدفقت كالسيول و إنها زادت فأغرقت المكان و جرفت الأطفال من على الشجرة إلى قاع الوديان و تحولت العجوز بعد أن توهجت كالشمس إلى طائر حالك السواد تتعثر في طيرانها من طول منقارها و انحل سحر الرياح و انفرجت بعد سكونها فتعالت أصوات البكاء التعيسة في كل شقوق الماء و الأجواء. و ما زالت الأنهار تعج بالصغار حتى............
و هنا قام ابن أختي من مجلسه و خرج من الغرفة بسكون و كأني بلغت النهاية في ميقات عقله، أو كأنه اكتفى من هول الخبر. و ظللت أقصها على الناس إلى حيث قام هو، إلى أن أكملتها ذات يوم مع بنات أختي
..........حتى سمعتهم زفيرة فكسرت غصنا من شجرة قريبة و قربتها من زفرون و گنوش حتى استطاعا الخروج من النهر المالح، و بينما كانا يستريحان بعد هلع الغرق رأوا العجوز طائرا أسود تلقط الأطفال بمنقارها و تخبئهم في غار بالجبل الأكبر. تسلل الثلاثة إلى فتحة الغار فاقترب منهم أيل و قص عليهم بشجن
سكت القزم لبرهة، ثم استطرد
إذا أردتم قطع البسكويت، فيجب عليكم أولا حمل أعلام بأسمائكم إلى الجبل الأكبر هناك، و غرس أعلامكم في قمته
ذهب الثلاثة إلى ذلك الجبل العظيم، و مروا بجميع درجات الصعود، إلى أن وصلوا إلى القمة. كانت قمة الجبل أرض واسعة مليئة بالأعلام المغروسة تبدو و كأنها العشب من كثرتها، و تتوسط الأرض شجرة ضخمة
فرح الأطفال لوصولهم السالم، و لما شرع أحدهم بغرس علمه زمجرت صرخة رجت الأرض و هزت الشجرة، فزع الأطفال و ظنوا أن الأرض تألمت، حتى بانت من وراء جذع الشجرة العظيمة عجوز سخيمة اقتربت منهم و هي تعرج من قِدَم قدميها، و حملقت في وجوههم الصغيرة و كأنها تتفقد غنائمها: من سمح لكم أن تغرسوا في أرضي أعلامكم من غير استئذاني؟ لا أحد من الأطفال يجرؤ على هذا الفعل المشين
نحن آسفون يا سيدتي، لم نكن نعلم أن القمة لها مالك
لن يغرس أحد شيئا إلا بعد أن أسأله سؤالا، و الآن تعال يا زفرون و اتبعني إلى الشجرة
لحق زفرون بها، و بقي الباقيان في ترقب قلق
ما اسم أختك؟
زفيرة
لا، لديها إسم آخر
زفيرة، أنا متأكد من ذلك
لا، لديها إسم آخر
كيف يكون ذلك، إنها أختي
و كررت العجوز جملتها
أحقا لديها إسم آخر؟ أحقا ذلك، لم يخبرني أحد بالأمر
فارتسمت على وجه العجوز ابتسامة ما زادتها إلا قبحا و قالت: لقد أخطأت الجواب يا زفرون، و الآن هات علمك و اصعد فوق الشجرة.
صعد زفرون الشجرة حزينا و فوجئ بأعداد من الأطفال مختبئين فيها و ينظرون إليه بعيون تائهة. ثم نادت العجوز أخته زفيرة و قالت لها:
ما اسم ابن عمك؟
اسمه گنوش
لا، لديه اسم آخر
قلت لك اسمه گنوش، هو ابن عمي و أنا أعرفه
فرددت العجوز، لا، لديه اسم آخر
إنك عجوز كاذبة، و إنه گنوش ابن عمي و ليس له اسم آخر
فعبست العجوز و رفعت ما بقي من حاجبيها بكبرياء، و قالت للطفلة: لقد أصبتِ و عليكِ الأمان، فاغرسي علمك و اغربي عن هذه القمة من ذاك الاتجاه لكي لا يراك ابن عمك
فعلت الطفلة ما أُمِرَت و ناداها أخوها من على الشجرة، و ناداها، و لكن العجوز كانت قد أسكنت الرياح فلا صوت يُسمع و لا صدى. ثم جاء دور گنوش في السؤال
ما اسمك؟
گنوش، أجابها بثقة
لا، لديك اسم آخر
اسمي گنوش، لم أعلم اسم غيره، أجاب بقلق
لا، لديك اسم آخر
أحقا لدي اسم آخر؟؟ لم يخبرني أحد بذلك، لم أعلم يوما بذلك
صدقها المسكين فضحكت و انتزعت علمه من كفه الصغيرة و قالت: لقد أخطأت الجواب، فاصعد إلى الشجرة مع زفرون و باقي الأطفال
فانهمرت من عينيه الدموع و تدفقت كالسيول و إنها زادت فأغرقت المكان و جرفت الأطفال من على الشجرة إلى قاع الوديان و تحولت العجوز بعد أن توهجت كالشمس إلى طائر حالك السواد تتعثر في طيرانها من طول منقارها و انحل سحر الرياح و انفرجت بعد سكونها فتعالت أصوات البكاء التعيسة في كل شقوق الماء و الأجواء. و ما زالت الأنهار تعج بالصغار حتى............
و هنا قام ابن أختي من مجلسه و خرج من الغرفة بسكون و كأني بلغت النهاية في ميقات عقله، أو كأنه اكتفى من هول الخبر. و ظللت أقصها على الناس إلى حيث قام هو، إلى أن أكملتها ذات يوم مع بنات أختي
..........حتى سمعتهم زفيرة فكسرت غصنا من شجرة قريبة و قربتها من زفرون و گنوش حتى استطاعا الخروج من النهر المالح، و بينما كانا يستريحان بعد هلع الغرق رأوا العجوز طائرا أسود تلقط الأطفال بمنقارها و تخبئهم في غار بالجبل الأكبر. تسلل الثلاثة إلى فتحة الغار فاقترب منهم أيل و قص عليهم بشجن
جاءت هذه العجوز تبكي يوما زادت فيه خطوط وجهها و زادت فأصبحت عجوزا في ثلاثينها، فحن إليها الجبل و نادى لها الريح الساحرة لتتنبأ بما أصابها. فأخبرتها الريح أن زوجها لم يكن يحبها، و لكنه كان يحب رؤيتها فزاد عمر وجهها من طول النظر إليه حتى خلق و اهترأ. و إن برود القلب و إطالة النظر تركيبة سحرية خطيرة، لا يمكن فكها إلا إذا شربت دموع كل الأطفال التائهين
ثم قلت لهن، أكمل لكم باكر، لكني لم أكملها لهن، و هذي الزيادة التالية كتبتها و أنا أقصها عليكم
و هنا رقت قلوب الثلاثة على العجوز التي كانت أصل الشر قبل دقائق قليلة، و دخلوا غارها و جلسوا إلى جانب الأطفال و صاروا يبكون عليها، و من غير معرفة السبب، صارت تنتقل عدوى البكاء من طفل لآخر و عندما رأت العجوز ذلك انشرح صدرها، و جلبت إناءا مقعرا و ملأته من دموعهم. ثم اتخذت لها زاوية و جلست تشرب، فإذا بنور أبيض كضوء القمر يلفها و يغزل جسدها و وجنتاها بخيوطه الرقيقة فبانت بعد وهلة امرأة بديعة الجمال كأن الطبيعة اجتمعت بها و كأن أرواح الدنى تجتمع لتقرر تعابير محياها النضر. و ما زال الأطفال ينظرونها بانبهار حتى اقتربت منهم و على وجنة كل طفل و طفلة طبعت قبلة، و قالت تخاطب الجبل
إنك يا جبل و هؤلاء الأطفال أحن عليّ من زوجي الذي أهلك جسدي من عجز البصيرة و طول البصر، إن الدموع أبلغ من العيون في استحضار الروح و استشفاف الفِكَر، ليت الرجال يظلون أطفالا فلا يظن أحدهم يوما أنه كَبُر فليت شعري إن في الكِبَرِ خلطٌ مع الكِبْرِ
ثم جاءت بسلة بسكويت و كتبت على كل قطعة إسم من أسماء الأطفال، و قالت لهم
لن تعودوا ضائعين بعد الآن فهذا البسكويت سيدلكم كالبوصلة إلى وطنكم
و لكن ماذا إذا أكلناه؟ أفلا ندل ديارنا؟
أجسادكم دياركم يا أطفالي، فلا تعشقوا التراب، فما التراب دليل الوطن، إنما القلب و مكان تستطيع فيه أن تأكل
ثم قلت لهن، أكمل لكم باكر، لكني لم أكملها لهن، و هذي الزيادة التالية كتبتها و أنا أقصها عليكم
و هنا رقت قلوب الثلاثة على العجوز التي كانت أصل الشر قبل دقائق قليلة، و دخلوا غارها و جلسوا إلى جانب الأطفال و صاروا يبكون عليها، و من غير معرفة السبب، صارت تنتقل عدوى البكاء من طفل لآخر و عندما رأت العجوز ذلك انشرح صدرها، و جلبت إناءا مقعرا و ملأته من دموعهم. ثم اتخذت لها زاوية و جلست تشرب، فإذا بنور أبيض كضوء القمر يلفها و يغزل جسدها و وجنتاها بخيوطه الرقيقة فبانت بعد وهلة امرأة بديعة الجمال كأن الطبيعة اجتمعت بها و كأن أرواح الدنى تجتمع لتقرر تعابير محياها النضر. و ما زال الأطفال ينظرونها بانبهار حتى اقتربت منهم و على وجنة كل طفل و طفلة طبعت قبلة، و قالت تخاطب الجبل
إنك يا جبل و هؤلاء الأطفال أحن عليّ من زوجي الذي أهلك جسدي من عجز البصيرة و طول البصر، إن الدموع أبلغ من العيون في استحضار الروح و استشفاف الفِكَر، ليت الرجال يظلون أطفالا فلا يظن أحدهم يوما أنه كَبُر فليت شعري إن في الكِبَرِ خلطٌ مع الكِبْرِ
ثم جاءت بسلة بسكويت و كتبت على كل قطعة إسم من أسماء الأطفال، و قالت لهم
لن تعودوا ضائعين بعد الآن فهذا البسكويت سيدلكم كالبوصلة إلى وطنكم
و لكن ماذا إذا أكلناه؟ أفلا ندل ديارنا؟
أجسادكم دياركم يا أطفالي، فلا تعشقوا التراب، فما التراب دليل الوطن، إنما القلب و مكان تستطيع فيه أن تأكل
العندليب الذي سكت
يقول زور بن الزرزور اللي ذبح بقة، و ترس سبعة جدور
كان يا ما كان في قديم الزمان، غابة خلت من الأصوات، فلا تسمع صباح العصافير و لا عصاري القردة أو سهر الذئاب و الضفادع. و أصبحت الحيوانات تعرف بعضها من دبيبها أو زحفها أو قفزها. كان أهل الغابة في غاية الحزن على ما أصابهم فلم يدر أحد كيف اختفت أصواتهم، و لكن ظل عندليب الغابة يغرد بصوته العذب. في أول أيام ذلك المصاب، كان العندليب ُيسِرّ سعادة في نفسه لأنه عندما يبدأ بالغناء تنصت له كل الحيوانات في طرب يصاحبه شجن على حالها. و كانت أصوات حركة الحيوانات تضيف إيقاعا حلوا للسامعين. كانت ألحانه فرِحة لفرحه بالصمت المخيم على الغابة، فصار ينشد كل ما في قلبه من المشاعر و القصائد و الحكايا
و مع حلول الخريف، بدأت ألحانه بالذبول و التساقط مع أوراق الشجر، فكان صوته لا يزيد أهل الغابة إلا هما و حزنا، غير أنه استمر بالغناء بكبرياء الطامع بالثناء حتى انفرد به مديح النفس للنفس. و جاء يوم أصفر آخر، وقف فيه العندليب نافشا صدره و تغطي عينيه مسحة زجاجية تجمع صلفا و وهنا ثم فتح منقاره بكسل، و استجمع نفسه و هَمّ بالغناء. الصمت ما زال مخيما على الغابة، اعتادت الحيوانات سماع صوته في هذه اللحظة، لم يسمع أحد شيئا، و لا حتى صدى، أين العندليب؟ أين العندليب؟
"أين أذهب؟ أين أذهب؟ يالمصيبتي يالعاري، ولّى صوتي ولّى وقاري. إلى أين أطير؟ أي ريح أطيع؟ و إلى أي الأجواء المسير" و شرع يناجي نفسه الهائمة بالفضاء عله يجد في فكره الدليل ففي مثل هذا الحدث على الطيور تنقلب الموازين حتى أنها قد تعمى العين و تُبصر الفِكَر
"لقد كنتُ المستحيل، كنت ما لا يكون، فكيف استحال بي الحال و صار جناحاي أبلغ من لساني، أجناحاي حقا أبلغ من لساني؟ أواه أجل أجل كل ما بي الآن أبلغ من لساني. أمات لساني من غرور أصابه؟ أم عجزت الرياح عن إرسال النغم؟؟ ما من فضاء يضم عندليبا لا يعندل، ما من شجرة تمد أغصانها لعندليب لا يعندل " و هو في هذا و ذاك من التساؤلات في حسرة، إلى الملابسات في المعنى حتى صدم شجرة كبيرة جليلة
"أما تنفك الطيور عن الطيران على غير هدىً، معشر الطيور عميان محلقون" تذمرت الشجرة طاردة الكلمات الأخيرة في همهمة تقرب إلى التنهيدة. ثم أنها هزت جذعها بخُيَلاء و كأنها تومئ إلى العندليب أن يبتعد، و تجاعيد وجهها تشكلت كعجوز كويتية تقول "سْليحَط" فقام الطير من العشب متألما معتذرا بإيماءة برأسه لأخت النملة المتوفاة تحته إثر الحادث و متطلعا بخجل إلى حيث تتجمع ثنيات الجذع و تتعقد لتشكل وجه الشجرة المسنة. نظرت إليه الشجرة في انتظار اعتذاره، فما جاء منه إلا النظر الطويل و الصامت إلى محياها، و ما زال هذا حالهما حتى صار رفّ جفونه أكثر إزعاجا من صمته العجيب، و لوهلة تغير تعبير الشجرة و كأنها أدركت ما حلّ بالعصفور فقالت
"هي الريح تهب علينا تسلب ما نحب على غفلة منا، هي الريح تجرف أوراقي و تسرق الأحوال، لتقدمها قربانا إلى الفضاء" تعجب العصفور من مقالها الذي كان يخرج منها كمناد من قاع بئر، فاستطردت تقول "إن أردت صوتك فهو أسير الفضاء، لقد حدث مثل هذا الأمر منذ زمن بعيد حين ثارت الريح على الأصوات ترسلها كل يوم، فقد حل على الغابة زمن تعطل فيه الجديد و استمر فيه البالي من الأحاديث تتكرر في نفس النبرة و الحين، كل يوم"، فزع الطير من كلامها و قال في نفسه ....لهذا تأخرت سرقة صوتي، لأني كنت لا أُتبع لحنا بمثله، حتى إذا أصابني الغرور و العُجب صرت أكرر على نفسي أناشيدي كالمذكر بأمجاد ذاته، و غاليت في ذلك حتى نفر مني صوتي
ارتسمت على وجهه علامة استفهام كمن يريد أن يعلم ماذا يصنع، و علمت الشجرة بمراده و قالت: "طر بذاك الاتجاه بعيدا بعيدا إلى أن تصل إلى صحراء صفراء واسعة الصفحة، تائهة الأطراف. حتى إذا استوى الأفق خطًا من كل اتجاه تكون وصلتَ مدينة الرياح" فطار العندليب مقبلا على أمله الوحيد
و رفرف العندليب حاملا هم صوته المسروق، يشق الريح كمن يريد الثأر منها، لقد كانت الريح السارقة هي التي تحمله على ذراعيها إلى مدينتها، لعوب كانت الريح تداعبه و تصفعه، تدفعه و تثنيه تحاول التغلغل إلى قلبه لتكشف مصنع عزيمته و هو يراوغها بكبرياء العدو الذي لا يستطيع الاستغناء عن عدوه
وصل الطير مداه بعد يومان و ليلة، و استراح ينتظر الفجر في غُبشة ليلة غابت فيها النجوم، و ما درى أمن غشاوة السحاب غابت النجوم أم من غشاوة العيون المتعبة. و راقب خيوط الفجر تغزل ألوان السماء و نهض بعد الصمت الجليل دويٌ اهتزت معه الأجواء، و أحس العندليب بالفضاء يزدحم بلا أحد فترفعه الرياح و تحطه كأن الأرض انصاعت للسماء فما لها حُكم و لا ثبات
أغمض العندليب عينيه و أسلم نفسه للرياح ترقص به بأهازيج جميلة، فأصواتها مألوفه لكن أنغامها تعانقت بانسجام ساحر عظيم، آمن العندليب بطيب نوايا الرياح، و فهم مرادها و أسباب ثورتها. أدرك أن الأصوات سرقت لما لها من قيمة أفقدها إياها أصحابها، سرقتها الريح ليعلو القدْر بالفقْد. و بفهمه لمنطق الرياح، قرر أن يحمل عبء تبليغ أهل الغابة و لكن بدون خطبة صريحة ولا تغريدة فصيحة، و إنما بخطة وكيحة. و هوى على الأرض يجمع أوراقها و عيدانها، و حاك منها كيسا و طاف على الرياح يجمع أصوات أهل مدينته حتى إذا ملأ كيسه و احتدمت الأصوات فيه، آب إلى دياره مسرورا مسِرّا أمرا عظيما
و مع بزوغ الفجر بزغت المدينة عند مرمى الأفق، و عندما بدأت قمم أشجارها تداعب ريشه فتح الكيس و ألقى بالأصوات بعشوائية، فأعطى الغزال النقيق و القردة البطبطة، و الهزار نعيقا و الحصان نهيقا، و تبلبلت الألسن و تبدلت و صارت الحيوانات تبحث عن بعضها بعيون تائهة لا تدري أتفرح لعودة الأصوات أم تجزع لاختلاف صوتها عما كان في سابق عهدها. اختبأ العندليب في ثغر رفيقته الشجرة و صار يراقب الحيوانات من بعيد، كانت تستحي الكلام و الغناء في البداية، لكنها بعد عدة أيام، و للبعض بعد عدة شهور صارت تحاول الانسجام، فصار الغزال بنقيقه يحن لضفدعة بسليلها لاختلاط صفاتهما، و بدأ نوع من الإبداع في الغناء و الحداء لتجربة الأصوات التي لم يألف أحدهم أن يصدرها
و بعد أن اطمأن العندليب على ارتعاشات الحياة بين أهالي غابته، لم يعد يشعر أنه ينتمي إليها، و هو الذي ظل على صوته وخرج عن قانون عهدهم الجديد الذي صنعه، إلى تجربة أدهى و أشق، فتغيير أصوات الحيوانات ألزمها تجديد أساليب التعامل و الحوار و لكن بقاء العندليب على صوته يلزمه تجديد روحه، فقرر الترحال مع الريح علّه يستمد منها ما يجعل وقع النبضة بعد النبضة أروع
و بين الحين و الآخر يراود العندليب شك الخطأ و الصواب فيما أحدث في تلك الغابة، لكنه كالقدر، لا يندم على شيء
cut and paste story
In the year 2003 I've been given a file of paper
- After our last discussion, I really want you to read this file. My cousin collected the most important of poetry and gave it to me as a present. Now, whenever I read a nice poem, I slide it in.
- Thank you very much, I will read them.
It was very sweet to give it to me without me asking for it. However, I was very busy. It was my first years in college and I have already many fascinations to take over. I read none. The file with flowery pattern was kept near my bed for a long amount of time.
19 February 2007 I wrote in my diary:
"Once upon a time -today- in a BIG BAD DAY I had my pierce flown away on the street because I -like a fool- forgot it on top of my car and drove back home. In my bag I had my notes and a beautiful little dress for my niece, a necklace and a bracelet for my two cousins. I didn't know about it until I got to my grandmother house and brought my niece with me to the car to show her the dress. when I found no bag I let her in the car and went to the place I drove by to search for it. I switched the signal on and parked when I saw my bag and everything I had in it scattered along that street. I completely lost my conscious for I came back from Boston this morning, lagged, tired and sad picking up my memory from that dark street. Two young men stopped by finding that stupid woman passing the street back and forth with very lost expressions. I left them searching for my things while I drive my niece home, she was crying, telling me every now and then "don't be sad". when I got back each one rang the many coins I had in my wallet on my palms. they couldn't find anything else. only one of them, who gave me a piece of paper which was torn from somewhere in the middle of a notebook page. It wasn't mine, but I took it out of curiosity."
I rewrote it nicely in my diary. and after some little time I told the story to my friend concluding that:
-how come a person writes such beautiful poem and let it fly away!
-He's probably some Philippino who doesn't know, whether to stay in Kuwait or go get that offer in Iraq.
2 September 2008
In a café rediscovering my notes with a new friend,
-Frost! it's a great poem! and I took the one less traveled by..
-Who's Frost?
-Robert Frost, the writer of that poem! Don't you know him??
-No, I found this paper in the street as I was picking my flown away bag.
-Where was that?
- At Cairo Street near Hawalli.
-It's probably a cheating note for some English literature exam, since it is near Hawalli where there are lots of private schools, someone could have dropped it away from the car on the way home...... [looking through the poem again in appreciation] and I took the one less traveled by..
And I eventually knew the writer, Robert Lee Frost (1874-1963), Mountain Interval 1920 [The Road Not Taken]
December 2008, I decided to return back all the things I borrowed, I took the file of poems with me and called who might know the person, and took the number. I called, got the address, but on my way, I stopped aside in my car to write down the names of the poems and their writers to check them out whenever I get the time.
The first poem in the file: The Road Not Taken, Robert Frost.
.........parallel synchronized randomness
- After our last discussion, I really want you to read this file. My cousin collected the most important of poetry and gave it to me as a present. Now, whenever I read a nice poem, I slide it in.
- Thank you very much, I will read them.
It was very sweet to give it to me without me asking for it. However, I was very busy. It was my first years in college and I have already many fascinations to take over. I read none. The file with flowery pattern was kept near my bed for a long amount of time.
19 February 2007 I wrote in my diary:
"Once upon a time -today- in a BIG BAD DAY I had my pierce flown away on the street because I -like a fool- forgot it on top of my car and drove back home. In my bag I had my notes and a beautiful little dress for my niece, a necklace and a bracelet for my two cousins. I didn't know about it until I got to my grandmother house and brought my niece with me to the car to show her the dress. when I found no bag I let her in the car and went to the place I drove by to search for it. I switched the signal on and parked when I saw my bag and everything I had in it scattered along that street. I completely lost my conscious for I came back from Boston this morning, lagged, tired and sad picking up my memory from that dark street. Two young men stopped by finding that stupid woman passing the street back and forth with very lost expressions. I left them searching for my things while I drive my niece home, she was crying, telling me every now and then "don't be sad". when I got back each one rang the many coins I had in my wallet on my palms. they couldn't find anything else. only one of them, who gave me a piece of paper which was torn from somewhere in the middle of a notebook page. It wasn't mine, but I took it out of curiosity."
I rewrote it nicely in my diary. and after some little time I told the story to my friend concluding that:
-how come a person writes such beautiful poem and let it fly away!
-He's probably some Philippino who doesn't know, whether to stay in Kuwait or go get that offer in Iraq.
2 September 2008
In a café rediscovering my notes with a new friend,
-Frost! it's a great poem! and I took the one less traveled by..
-Who's Frost?
-Robert Frost, the writer of that poem! Don't you know him??
-No, I found this paper in the street as I was picking my flown away bag.
-Where was that?
- At Cairo Street near Hawalli.
-It's probably a cheating note for some English literature exam, since it is near Hawalli where there are lots of private schools, someone could have dropped it away from the car on the way home...... [looking through the poem again in appreciation] and I took the one less traveled by..
And I eventually knew the writer, Robert Lee Frost (1874-1963), Mountain Interval 1920 [The Road Not Taken]
TWO roads diverged in a yellow wood, | |
And sorry I could not travel both | |
And be one traveler, long I stood | |
And looked down one as far as I could | |
To where it bent in the undergrowth; | 5 |
Then took the other, as just as fair, | |
And having perhaps the better claim, | |
Because it was grassy and wanted wear; | |
Though as for that the passing there | |
Had worn them really about the same, | 10 |
And both that morning equally lay | |
In leaves no step had trodden black. | |
Oh, I kept the first for another day! | |
Yet knowing how way leads on to way, | |
I doubted if I should ever come back. | 15 |
I shall be telling this with a sigh | |
Somewhere ages and ages hence: | |
Two roads diverged in a wood, and I— | |
I took the one less traveled by, | |
And that has made all the difference. | 20 |
December 2008, I decided to return back all the things I borrowed, I took the file of poems with me and called who might know the person, and took the number. I called, got the address, but on my way, I stopped aside in my car to write down the names of the poems and their writers to check them out whenever I get the time.
The first poem in the file: The Road Not Taken, Robert Frost.
.........parallel synchronized randomness
The Torture
I was in an Incommunicado detention for two weeks. Then I was taken to a room with a window overlooking another room. In the middle of this room there was a chair on which I sat. There was a young man in the other room. He sat right in front of me, and I have never seen him before. I noticed a camera focused on me.
"You only have to watch that stranger", the police officer said, and I mimed as yes.
I was not sure whether it is a questioning, or a torment session. I could realize no difference at that stage. It was a pleasure to see a person after two weeks of solitude, but he seemed without expression. He didn't look like an officer, he was just another prisoner. I smiled to him, and then an electric shock runs over my body. I was confused and contracted my brows as a reaction, but it was followed by another one. He didn't do anything, not a single muscle in his face was moving. Thus In an imitation I froze my face just like him, and everything was back to silence. After three hours I cried. And the electric shock started again. I realized that it is a torment machine to hold me from any facial expression. I stopped and looked straight into the stranger's eyes. I studied every line in his face, every curve.
Three days later, I was back to a normal cell. Forgetting how do I look, having his face in front of mine, both without an expression, made me in half-belief that he is me. My mind was full of stories about him just to distract me from the dreadful freeze of our muscles. It was hard and fearful to adapt my relaxed face that set me in a self paranoia. The police man entered, sealed my eyes and took me in a car. I felt that we are going to another prison or so. The car stopped and we were out in the fresh air, and what a wonderful relief that was. I was almost losing my conscious.
He released my eyes from the seal, the image of the man in the last torment was still haunting me. The new room was wide and dark, and there was also a chair in the middle. I sat on that chair, and doze. The strange man came to me in the dream, he smiled but nothing was happening to him, as if he doesn't feel the electric shocks. He left the room, but I didn't want him to go, I cried: "don't go, don't go!".
I heard a child's giggle. It annoyed me. It felt like a mocking relief. I woke up terrified from a great noise, and rose my head with my eyes half open. I saw a great amount of faces watching me. I leaned to the chair and cried. In my half conscious I heard a child was crying with me. Then I lost my conscious, and my mind.
"You only have to watch that stranger", the police officer said, and I mimed as yes.
I was not sure whether it is a questioning, or a torment session. I could realize no difference at that stage. It was a pleasure to see a person after two weeks of solitude, but he seemed without expression. He didn't look like an officer, he was just another prisoner. I smiled to him, and then an electric shock runs over my body. I was confused and contracted my brows as a reaction, but it was followed by another one. He didn't do anything, not a single muscle in his face was moving. Thus In an imitation I froze my face just like him, and everything was back to silence. After three hours I cried. And the electric shock started again. I realized that it is a torment machine to hold me from any facial expression. I stopped and looked straight into the stranger's eyes. I studied every line in his face, every curve.
Three days later, I was back to a normal cell. Forgetting how do I look, having his face in front of mine, both without an expression, made me in half-belief that he is me. My mind was full of stories about him just to distract me from the dreadful freeze of our muscles. It was hard and fearful to adapt my relaxed face that set me in a self paranoia. The police man entered, sealed my eyes and took me in a car. I felt that we are going to another prison or so. The car stopped and we were out in the fresh air, and what a wonderful relief that was. I was almost losing my conscious.
He released my eyes from the seal, the image of the man in the last torment was still haunting me. The new room was wide and dark, and there was also a chair in the middle. I sat on that chair, and doze. The strange man came to me in the dream, he smiled but nothing was happening to him, as if he doesn't feel the electric shocks. He left the room, but I didn't want him to go, I cried: "don't go, don't go!".
I heard a child's giggle. It annoyed me. It felt like a mocking relief. I woke up terrified from a great noise, and rose my head with my eyes half open. I saw a great amount of faces watching me. I leaned to the chair and cried. In my half conscious I heard a child was crying with me. Then I lost my conscious, and my mind.
1st floor
I visit her every month, yet I was never been expected. I wait for an hour or two, either smelling the masculine scent of her room, or try to fix her laptop. her apartment remained of a teen-aged girl from that time. She had never stayed home enough to get bored from the wall paper, neither hanged a poster or a photograph on that wall, and she hates women.
"what are you doing here?" she asked while approaching to the laptop, not me.
"It's been a month"
"already?"
"it is exactly so"
I stopped wondering why I come for a long time. We know each other already very well that a conversation would not succeed. It collapses, just like her fragile strength. She grabbed my hand and guided me to the two wooden chairs near the window. The window view was not of an interest for me, but to her is a phenomenon. I loosen her hand as it was still holding tight unconsciously, and played my fingers over the veins of her wrist and palm. We listened to each other's breath and the panoramic noise of the city, yet each of us had a different view. When the sun rays were blocked from her face I looked away to the window. "It's going to rain" I said, and her lips interrupted my cheek from any expression. I stood up to leave and she stood with me, but she remained where she was as I was reaching the door.
I usually go downstairs very fast, but today apparently I revived all my senses. Thus when I arrived on the landing, I had a pause. I sat on a step, I couldn't move as if something was holding me. "Things" like a ball on your way or door handles are better in holding a person back than people. I haven't been caught before by any of those things, except of that landing in the mid of the staircase. A sound fractured my loose thoughts. She was crying. I listened to her, and my eyes were tearing when I heard the sound of heels coming closer to the door. I ran down quickly, her heels were pounding on my heart as I was rushing out to the street. I reached the nearest alley and hid in it until she had gone.
I opened my umbrella and walked to my district.
"what are you doing here?" she asked while approaching to the laptop, not me.
"It's been a month"
"already?"
"it is exactly so"
I stopped wondering why I come for a long time. We know each other already very well that a conversation would not succeed. It collapses, just like her fragile strength. She grabbed my hand and guided me to the two wooden chairs near the window. The window view was not of an interest for me, but to her is a phenomenon. I loosen her hand as it was still holding tight unconsciously, and played my fingers over the veins of her wrist and palm. We listened to each other's breath and the panoramic noise of the city, yet each of us had a different view. When the sun rays were blocked from her face I looked away to the window. "It's going to rain" I said, and her lips interrupted my cheek from any expression. I stood up to leave and she stood with me, but she remained where she was as I was reaching the door.
I usually go downstairs very fast, but today apparently I revived all my senses. Thus when I arrived on the landing, I had a pause. I sat on a step, I couldn't move as if something was holding me. "Things" like a ball on your way or door handles are better in holding a person back than people. I haven't been caught before by any of those things, except of that landing in the mid of the staircase. A sound fractured my loose thoughts. She was crying. I listened to her, and my eyes were tearing when I heard the sound of heels coming closer to the door. I ran down quickly, her heels were pounding on my heart as I was rushing out to the street. I reached the nearest alley and hid in it until she had gone.
I opened my umbrella and walked to my district.
The Suicidal Oud
"I'm sure I heard its sound!" she said fiercely as she was examining her broken Oud. I was wondering how she heard its sound among all the children's fuss tonight, but I was silent. I know she loves that Oud very dearly although she never knew how to use it. She instead took many photos with it, very symbolic indeed, the Oud in our feminine room.
It is pretty old, and was given away to her two years ago by my uncle who seemingly lost the interest.
After an ironic silence she exclaimed in rather a threatning manner: "It is certainly Khaled! but I will ask each and every little thing came in this room this night."
"But don't ask them altogether", I said.
"I will, but not after asking each one of them individually. In this way no one will have a chance to cheat on me, they can't fool me" She replied with glowing eyes from the action of detecting. She left the room afterward to show my parents the horrible accident. And I was still thinking how Khaled -the youngest of all- could have the strength to do such harm to the Oud? The Oud's neck was sheared and all the strings were pulled so violently from their normal tension. Besides, how come a child puts back the broken Oud right in its place after shattering it to pieces?
There was a song in an old Kuwaiti operate about a man got his broken Oud fixed and confronting his teasing wife by praising it. I thought maybe the Oud is destined with despair and unfortunate events.
6 pm, biting her nails and her eyes wide open staring at the thinking position. She was revising the order of her questions.
I was late to the court of justice so I couldn't witness all the trial, I reached the "altogether" part. What I realized is that the defendants felt really sorry for the judge, they were trying to make it easy for her. They all denied it and she gave the broken Oud to them as a memorial of bad deeds.
I heard rumers after that about 6 years old Zaina, she is more likely to lie with the ease of a professional criminal. Zaina told me once that she doesn't like to listen to songs "I only like to compose songs" she explained with pride.
Everything is calmed down.
Two days later, we came back to our room at night. I didn't open the light depending on the hall lamp. I got a gentle strike on the head!
"Hey! what was that?!" I thought it was a hang fell from a shelf. I touched it and it was no hang, but something was hanged. She came in opening the lights.
The Oud's neck was hanged by its strings from the chandelier. It was dangling like a swing after the hit. It was fastened very carefully to the chandelier. There was even a small wooden piece to prevent it from falling if the knots ever loosen up. She tried to open it, but I stopped her. I told her that I like it, and I want to take a photograph of it. While I was taking the photos, she was asking my brother and parents about who hanged it, but no one did.
We allowed it to swing over our heads whenever we open the cupboard to get a dress.
My elder sister called, they traveled away for a vacation. She said her husband was opening the curtains in the morning, and suddenly their 3 years old son screamed: "THEY OPENED ALONE! THEY OPENED ALONE!"
"What are they my dear??"
"MY EYES!"
9 am, again I opened my eyes as if programmed to open them everyday at this particular time without alarm sounds. Staring at the ceiling, there were two blue tacks stuck since I was a child, I remember tiny gulls flying there, one less crowded than the other. I used to wonder about them, how real they were, and how I loved to make them move, when my father lift me high. they touched like ceramics, and they sounded so as I wave my hand in the middle of the gulls troop. I solved its mystery when my mother cut my hair after the chewing gum had fallen from my mouth while I was sleeping, but I still wondered how they found a blue chewing gum.
"maybe it's blueberry flavor" I used to say.
The chandeliers were gone as soon as we started to sleep in this room. I didn't notice that, I only remember myself watching them in the living room of our chalet. I remember this image because I was crying and fascinated with the light coming through my tears from a yellowish lamp right behind the cyramic gulls. As I tighten the muscles of my eyes, the birds looked bigger, and even more real, though blury. Then from my place on the ground I close one eye and try to pick the birds by my two little fingers.
I knew later that our room used to be the play room for my elder siblings until I grew older and my sister was born. They moved the books to my grandfather's room, the dolls to the books room and me and her to the dolls room and finally the birds to the chalet because we could reach them easily by standing on the beds.
"Isn't it wonderful to make a birds chandelier to revive those blue spots in the ceiling", said to myself as I recalled the great fall of those gulls, they were my obsession and I wonder if I was the one who destroyed them at the end.
She woke up and sat on her bed next to me, watching me with empty eyes. "I think it is time to remove that hanged Oud" she said in a lazy voice "it's annoying, I'm not used to it, it always hits me in the head".
Two days later, it is still hanged.
It is pretty old, and was given away to her two years ago by my uncle who seemingly lost the interest.
After an ironic silence she exclaimed in rather a threatning manner: "It is certainly Khaled! but I will ask each and every little thing came in this room this night."
"But don't ask them altogether", I said.
"I will, but not after asking each one of them individually. In this way no one will have a chance to cheat on me, they can't fool me" She replied with glowing eyes from the action of detecting. She left the room afterward to show my parents the horrible accident. And I was still thinking how Khaled -the youngest of all- could have the strength to do such harm to the Oud? The Oud's neck was sheared and all the strings were pulled so violently from their normal tension. Besides, how come a child puts back the broken Oud right in its place after shattering it to pieces?
There was a song in an old Kuwaiti operate about a man got his broken Oud fixed and confronting his teasing wife by praising it. I thought maybe the Oud is destined with despair and unfortunate events.
6 pm, biting her nails and her eyes wide open staring at the thinking position. She was revising the order of her questions.
I was late to the court of justice so I couldn't witness all the trial, I reached the "altogether" part. What I realized is that the defendants felt really sorry for the judge, they were trying to make it easy for her. They all denied it and she gave the broken Oud to them as a memorial of bad deeds.
I heard rumers after that about 6 years old Zaina, she is more likely to lie with the ease of a professional criminal. Zaina told me once that she doesn't like to listen to songs "I only like to compose songs" she explained with pride.
Everything is calmed down.
Two days later, we came back to our room at night. I didn't open the light depending on the hall lamp. I got a gentle strike on the head!
"Hey! what was that?!" I thought it was a hang fell from a shelf. I touched it and it was no hang, but something was hanged. She came in opening the lights.
The Oud's neck was hanged by its strings from the chandelier. It was dangling like a swing after the hit. It was fastened very carefully to the chandelier. There was even a small wooden piece to prevent it from falling if the knots ever loosen up. She tried to open it, but I stopped her. I told her that I like it, and I want to take a photograph of it. While I was taking the photos, she was asking my brother and parents about who hanged it, but no one did.
We allowed it to swing over our heads whenever we open the cupboard to get a dress.
My elder sister called, they traveled away for a vacation. She said her husband was opening the curtains in the morning, and suddenly their 3 years old son screamed: "THEY OPENED ALONE! THEY OPENED ALONE!"
"What are they my dear??"
"MY EYES!"
9 am, again I opened my eyes as if programmed to open them everyday at this particular time without alarm sounds. Staring at the ceiling, there were two blue tacks stuck since I was a child, I remember tiny gulls flying there, one less crowded than the other. I used to wonder about them, how real they were, and how I loved to make them move, when my father lift me high. they touched like ceramics, and they sounded so as I wave my hand in the middle of the gulls troop. I solved its mystery when my mother cut my hair after the chewing gum had fallen from my mouth while I was sleeping, but I still wondered how they found a blue chewing gum.
"maybe it's blueberry flavor" I used to say.
The chandeliers were gone as soon as we started to sleep in this room. I didn't notice that, I only remember myself watching them in the living room of our chalet. I remember this image because I was crying and fascinated with the light coming through my tears from a yellowish lamp right behind the cyramic gulls. As I tighten the muscles of my eyes, the birds looked bigger, and even more real, though blury. Then from my place on the ground I close one eye and try to pick the birds by my two little fingers.
I knew later that our room used to be the play room for my elder siblings until I grew older and my sister was born. They moved the books to my grandfather's room, the dolls to the books room and me and her to the dolls room and finally the birds to the chalet because we could reach them easily by standing on the beds.
"Isn't it wonderful to make a birds chandelier to revive those blue spots in the ceiling", said to myself as I recalled the great fall of those gulls, they were my obsession and I wonder if I was the one who destroyed them at the end.
She woke up and sat on her bed next to me, watching me with empty eyes. "I think it is time to remove that hanged Oud" she said in a lazy voice "it's annoying, I'm not used to it, it always hits me in the head".
Two days later, it is still hanged.
الطائر الحائر
طائر أبصرته في غرفتي حائرا في سقفها يبغي الفرار
ضاربا حيطانها في لهفة وانبهار من جدار لجدار
تارة ينهار في الأرض و قد زاده اليأس ذهولا و انكسار
ثم حينا يعتلي مستطلعا عله ينفذ من هذا الإسار
ضاربا حيطانها في لهفة وانبهار من جدار لجدار
تارة ينهار في الأرض و قد زاده اليأس ذهولا و انكسار
ثم حينا يعتلي مستطلعا عله ينفذ من هذا الإسار
فتقدمت إليه مسرعا بالذي ينجيه من هذا العثار
فاتحا نافذتيها رافعا للهواء الطلق و النور الستار
غير أن الطائر الحائر لم يدرك الفتحة من فرط انبهار
عبثا حاولت أدنيه لها كلما كاد يحاذيها استدار
فاتحا نافذتيها رافعا للهواء الطلق و النور الستار
غير أن الطائر الحائر لم يدرك الفتحة من فرط انبهار
عبثا حاولت أدنيه لها كلما كاد يحاذيها استدار
أولا يبصرها؟ لكنه قد غدا في سجن وهم و انذعار
صاعدا أو هابطا حتى إذا مر بي الوقت و طال الانتظار
رحت أدنو حذرا فاصطدته ثم ألقيت به منها فطار
صاعدا أو هابطا حتى إذا مر بي الوقت و طال الانتظار
رحت أدنو حذرا فاصطدته ثم ألقيت به منها فطار
أوليس البعض في هذي الدُّنا مثل هذا الطير تيها في المسار؟
خابطا في ظلمة من صنعه و إلى جانبه يبدو النهار
و قريب منه تحقيق المنى و هو يسعى جاهلا نحو الدمار
خابطا في ظلمة من صنعه و إلى جانبه يبدو النهار
و قريب منه تحقيق المنى و هو يسعى جاهلا نحو الدمار
شعر: محمد أحمد المشاري
رسوم: ديمة الغنيم
رسوم: ديمة الغنيم