Diary

حضور الوهم: استدراك

لقد كتبت يوماً هذه الكلمات في حالة غضب

عندما تعلمت أن القلم سلاح، بدأت به أزخرف الأنداد، ثم صار القلم يشهق روحي ليزفرها ريحاً عجيبة، فإما يكون قتالاً رائعا تتوهج به الدماء داخل الجسد، أو يكون الند محض نفّاخة؛ تحبس الهواء حتى تنفجر أو تذبل، و كلاهما موت. و إما ينفخها ناراً مقدسة، نورها أسطورة سماوية تبشر بدين التوحيد، أو تكون محرقة؛ تحترق بها الروح ليطير الند منطاداً

 و بعد أشهر من كتابتها، ربما بسبب الشمس (على قولة كامو) استدركت غضبي على نفسي حينها، و أسفت على تخيلي بأن في صب الغضب على الآخر طلاق من الغضب، فهو كما قلتُ  في الفقرة المقتبسة "بدأت أزخرف الأنداد" فعلاً زخرفت، أو تخيلت أولائك الأنداد، و استمرت علاقتي بهم تسهب في التوصيف و التحليل لأذكار في خيالي، و الذكر ما اعتدنا تذكره

هو أمر يرجعني إلى فكرة الند، عندما يصعب الصراع بين الإنسان و كل ما اكتسب، يتوهم شخصية، هي شخصية ممن حوله، لكنه يتوهمه حتى لو كان جالساً أمامه، لأن هذا الإيهام يرفي شقوق العجز جراء الصراعات، إن التوهم ليس هروباً من الواقع، فهو يكثف الحاضر، تتداعى له صروف الذاكرة لتلتصق بِشاشته

إن صورة إمداد الكتب للوهم تتجلى في شخصية كمال التي مثلها نور الشريف في فيلم قصر الشوق و في شخصية دون كيخوته التي كتب عنها ثربانتس. كلاهما مصدقان للكتاب، فنَصِف حياتيهما عادةً بالسذاجة، و لكني أراها صورة الوهم في الحاضر. كيف تكون الحياة مسرحاً كبيراً و في كل عقل مسرحية يبصر منها، و أحياناً يؤديها؟ لا أقصد طبعاً أن الحياة مسارح عدة، مللت من مسألة التعدد و التوحد، إنما الحين ما أقصد، الحين الذي سمى به دون كيخوته نفسه و خرج من بيته لابساً قلنسوة، الحين الذي قرر فيه كمال أن يُتم عذرية حبه، الحين الذي قال فيه السياب: مطر

   إذن ماذا يفعل الغضب؟ هل يجعلنا نركض مثل فوريست گمپ، أم ننتحر مثل بوعزيزي؟ هل هو نوع من الغضب أن أقدم للعمل بوظيفة حكومية في أحقر وزارات الدولة؟ ماذا أفعل؟ هو سؤالٌ  لا أطلب فيه حلاً إنما حيلة، الحلول لا تنفع، الحيلة أجمل فسلوكها بين سؤال و جواب، ها أنا أجيب الغضب بالحيلة، ما أضعفني، و ما أقدرني على الحياة

 إن القلم سلاح في نقد صادق، في جلاء فكرة، أو بداية إدراك، لكن القلم يصبح ريشة رقيقة عندما نتنفس أو نشك لا نستطيع به أن نهاجم. نعم، نغضب، لكن الغضب لن يغير أحداً، فهو يطير كالحمام ليرجع إلى برجه، التفاتاتنا هي التي تتغير، مشاهدنا تغير مراغبنا، تغيرنا، لذلك كان المحجوب و المكشوف

في عزلتي الموازية لأحداث العالم من حولي، خضت حروباً كثيرة في السنوات الثلاث الأخيرة، و عندما مر ربيع الثورات، مرت بي موجة الغضب، و للأسف فعلت مثل الثوار. ثرت على حاكم خارج كياني، أنا آسفة، و لكني غاضبة على نفسي التي لا تعرف الحرية، ما فائدة الحرية و العالم ينهار إلى الماضي أمام هذا الفضاء الافتراضي الذي نبنيه، أليست حياتي و أنا أتراسل بالبريد و أتحدث مع أصدقائي عبر الإنترنت أشبه بدون كيخوته الذي تشعر بعد الاستمرار في القراءة أنه مدرك لما يفعل و تنقلب صفة السذاجة عليك 

أجاهلة أنا إن لم أعرف الحرية؟ و لكنني أعرف أنني لا أعرفها. أهكذا تسير الأمور، مثلما الأمثال؟ هي الأمثال هكذا تماثل الأحداث حتى نطمئن. لكني لا أريد أن أغضب على غيري لكي أرتاح، و لا حتى أعرف لكي أرتاح، أريد فقط أن أفعل، فأنا كلما أقدم على فعل، يردني كتاب، في عزلتي أنا ما زلت أنتظر الحين؟ أما أنا للتو أعي من وهم عشته سنين جراء حين فات؟

عندما أبحث هكذا عن المعاني أرغب في تدليك جسمي

my blog is dying

My blog is sick, and it seems it will die soon.
My notebooks are revolting over it, also my audio recorder.

I don't even feel like reading blogs, even those interest me..
I would like to have a time machine different from internet..

My house?

I thought once that internet is freedom
Now I think it gave me a free time, without free space.

I've been recently realizing that having a blog made people think they have the right to ask any question in mind, and have the right to feel anything towards a certain blogger.

I realized also that it made some family members understand me better, but still

I feel that pain of a student in her first day in school, in the last one..

I am lost in this inter net, I want to leave, I have no time to meet Oz but I would love to visit the wicked witch of the west in Apollo Victoria Theatre.

Leaving the internet in this time of history is like wearing a burqa'a_ although the burqa'a has a similar quality of internet like having an intimate relationship with a screen.

The internet also took off the spark from Queen Grimhilde and her marvellous Mirror, and changes the genre of Snow White and the Seven Dwarfs from fables to science fiction.

Looking back to my sentences... how possessive I am, associating all those verbs to myself.

Verbs do not deserve to be possessed.

Poff!

بالمية لا ترميني، بخاف من المية أنا

 هذه ورقة حقوقها محفوظة لشخص آخر. أعجبتني كثيراً و أردت إطلاعكم عليها. هي ورقة وصلتني و قد نُزعت من دفتر مسطر مكتوبة ظهراً و قلباً و قد ثُنيَت ثنيتان متعامدتان، مضمونها الآتي

بالمية لا لا ترميني.. بخاف من المية أنا

الأسد أبا كشة .. يأكل اللحم .. اللحم مفيد لحمّود

أنا أجول في الأدغال، أبي يلوح بيده و أنا أمسك بالطاسة وراء الأشجار.. لألعب و أجول حول الأدغال الخضراء الجميلة و الأوراق تتمايل مع هبوب الرياح العاصفة

أين أنتِ؟! أين أنتِ يا زهرة الأشجان العاتية، أصبو على عتبة الباب الأزرق لأقبل على حياة لا أدري ما هي.. هل هي جميلة أم سعيدة؟! و أشرب قهوتي الدافئة التي قد بردت!! على ما كتبت.. و لكنها لم تكن كقهوة "مون" الذي يحضرها لي في الصباح الباكر في الدوام و أنا على مكتبي و أشعة الشمس تشع و تبرز لديّ، و هناك ناس يتكلمون باللغة العامية حولي، و من جنبي يتكلمون بالتلفون. و هناك أيضاً أناساً يصلّون، هل تتوقعون أنهم مرتاحين أو مرتاحووون لا أدري، أقصد لا أعلم

نوم الظالم عبادة كما يقولون!! هل نأكل من فرايديز أم بوب كورن الرفاعي الجديد؟! أنا أحب أن أذوق و أجرب كل شيء جديد كوجبات كنتاكي و سندويشات هارديز و نكهات البيتزا الجديدة من بيتزا هت و دومينوز بيتزا، أما بيزا بيزا المسمى بليتل سيزر فهو لا يأويني و لا يعجبني فقط هبينا فيه أول ما طلع خاصة بيتزا باي ذا فوت فهي طويلة جداً كالنخلة التي في حديقتنا عندما أطل عليها من دريشة دارنا، بس الحين جاء وقت النوم و النوم سلطان فيجب علينا النوم الهنيء الهادئ. الحمدلله أن عندنا فراش ننام عليه لأن في غيرنا ما عندهم
و الحين تصبحون على خير و مع السلامة.. أحبكم

خياطة أيام

رمضان مضى متعبا لجميع الموظفين غير المجازين في القطاع الحكومي، بدأ شهري في جولة تفقدية لمباني المرقاب و الصوابر في عز الظهر، و تناصف بأكوام من الأوراق المغبرة ، أما الليل فكان عزائي الوحيد الذي به كنت أغلف وجهي لكي يكاد نهاري أن يكون، فيسهل علي مضيه

لم أشاهد المسلسلات الكويتية و لكني كنت متهيئة للاستمتاع بأحاديث الناس عنها، فترى الناس تركوا كل ما هو حقيقي من الحوادث إلى عالم المسلسلات و قصصهم، حتى الحوادث الحقيقية عندما تقال في رمضان تأخذ صبغة درامية يحلو معها الاستماع. هناك ثلاث مسلسلات رأيت أن عرضها علمنا أشياء عن الدراما الكويتية

ساهر ليل: علمنا أن هناك مخرج رائع فمجرد رؤية المسلسل من غير معرفة القصة مريح للنفس و لباقي الحواس
إخوان مريم: علمنا لماذا تمت الرقابة على مسلسل أسد الجزيرة، و أن الأمر ليس له علاقة بجرأة الطرح و إنما رداءة البحث التاريخي الذي بني عليه إخراج العمل
زوارة خميس: علمنا وجوب ظهور جيل من الكتاب و النقاد، قلت قبل ذلك أن هذا المسلسل تعبير عن رأي الكاتب، و لكن عندما تذكرت كم الأطفال الذين شاهدوا هذا العرض فزعت، لأن الأطفال لا يظنون فيما يعرض إلا واقعاً لا فكراً مصورا كواقع

استنتجت من الحوارات حول المسلسلات و التي دارت بين العائلة أو الأصدقاء أو المدونين أننا ربما نحتاج إلى مجموعة تشترك في كتابة العمل الدرامي لكي نَخرج من أنا الكاتب إلى نقد المجموعة، لأنه يبدو أن بعض الكتاب المحليين لا ينتقدون أنفسهم و يقيسون -بمنتهى السذاجة- قيمة أعمالهم بمدى إقبال الناس عليها

كانت أوقاتي في رمضان تسمح لي أن أشاهد عايزة أتجوز، و هو المسلسل الذي حرصت على متابعته حيث أن هند صبري ملكتني، و لا أوافق كل من قال أن القصة المكتوبة أجمل لأنها غير مبالغ بها كما جاءت في المسلسل لأن الرائعة هند إن بالغت فإنها خفيفة الظل، و إن لم تكن خفيفة الظل فإنها جميلة و تمتعك رؤيتها كمتعة النظر إلى هيا عبدالسلام، و أثناء الدعايات كان والدي يقلب القناة إما على عمان حيث أن هناك مطربة ذات صوت جميل في برنامج لطيف بجلسة أرضية، أو على القناة القبطية ليشاهد بعض الطقوس، أو يتنقل بين أئمة صلاة التراويح في الوطن العربي ليستمع إلى اختلاف القراءات، كانت هذه جملة ما شاهدت في هذا الشهر الكريم

و جدير بالذكر أن قبل نهاية الشهر ببضعة أيام تحرر شيء صبر في قلبي سنة كاملة من غير داع، انزاح بظرف ساعة لم تكن في الحسبان صرت بعدها أقوى و أجمل روحا و أكثر ابتساماً

و صار العيد، أو كاد أن يصير بما أني لم أنم ليلته، و ذهبنا إليه -كما يقول الأطفال- بأبهى الحلل، لكني التقيت في هذا اليوم  بشخصيات استرعت انتباهي، ففي كيفان كانت تجلس مع المعايدين عائلة هندية: أم و عيالها، سألَت أمي عنهم فقالت لها خالتها أن هذه السيدة تسكن كيفان في قطعة قريبة، و قد جاءتهم أثناء الغزو العراقي لتحتمي و تخدم و قد كانت حامل بابنتها التي تجلس بجانبها -و التي تدل هيئتها أنها نحو العشرين من عمرها- و هي ما زالت تزورهم بين وقت و آخر

أما في الشامية و كعادتها كل عام جاءت نبيلة، و هي سيدة يمنية كانت تعيش بالإمارات، ثم خطبوها لرجل يمني يعيش في الكويت، و كانت خطبة أهل حيث تمت في اليمن أثناء أحد الأعراس. عاشا في الكويت فترة بعد زواجهما، ثم قررا الانتقال إلى اليمن للاستقرار هناك، و لكنهما سرعان ما عادا إلى الكويت بعد أحداث اليمن و الحراك الجنوبي حيث أن الجنوبيين و هم منهم لم يستفيدوا شيئا من الوحدة اليمنية بل أنها كانت بمثابة صفقة بيعت بها حكومة الجنوب على الشمال و عليه بدأ الشعب يتحرك لتنظيم نفسه

في العيد أيضا باركوا لطفلتين بالحجاب، الأمر الذي دفعني لاستكمال كتابة نصوصي في الحجاب، كما قام عبدالله الصغير بإغراء النجوم بما لديه من خبز، و قصت طيبة شريط البحر بأول طبة لها، و جربتُ الحناء لأول مرة في حياتي، مما جعلني أشتهي أن أرسم وجها جديداً بعد صيف من التوقف، في العيد أيضاً اقترنت ڤينوس بالقمر 

ملاحظة: سعيدة جدا بنسيم اليوم العليل، اليوم عيد ميلاد أختي، و عيد ميلاد أجاثا كريستي

على نار هادئة

استيقظت على صوت القارئ: و نفس و ما سواها، فألهمها فجورها و تقواها، و فكرت و أنا بين صحو و غفو أنْ ما هو الإلهام؟ و كيف نقيس اختلافه عن الهداية؟ أعلم أن النفس تتعب كلما ازدادت علماً و لهذا احتجبتُ عن الناس لعل العبء يخف لكنني ازددت تعباً بما علمت عن مكنونات نفسي التي بها انفردت، و لما هالني الكون المكنون، ذهبت لأطبخ مسقعة باميا كنوع من ممارسة الحياة الاجتماعية، و عندما اجتمعت المقادير و اتفقت المكاييل جلست إلى الطاولة أُبكي الطماطم و يبكيني البصل

تحتاج الباميا وقتاً طويلاً حتى ترتخي و تلين، هي كالذكرى؛ تنضج بعد مدة. لن يحتمل المارق رائحة الطبخ، بل و سينأى بعيداً خشية أن تعلق به، لكن سر الروائح يكمن بين القدور الساخنة، عندما تضج الحرارة في وجهي و تحمر يدي و تفوح عيناي، ترق نفسي لنسيم الكزبرة و أصبح أكثر حياةً . . . و لما استوى المرق انتهى في بطوننا الجائعة بعد أن مر على ألسنتنا الطامعة بالذوق

إن أجمل المصنوع ما يؤكل فلا يبقى مع الأشياء الكثيرة حولنا، يؤكل فيختفي في باطن الجسد ليذكرني بنفسي التي فُطرت على الضمور، و تستلهم التقوى و الفجور . . . ثم أهرب فلا يبقى مني غير توريد تنانيري

ماذا بعد الروضة؟

لقد كنت أتديرف (أتأرجح) أو بالأحرى كنت أدير سلسلتا الديرفة على بعضهما البعض، و ألفّ و ألفّ، ثم أفلتها لأدور سريعا و أرى الرماديات و البيجيات و القليل من الأخضر الباهت تمتزج في عيني لأتساءل هل الدنيا تدور، أم هي عيني التي تدور؟

أين محمد؟ إبن خالي الصغير، فلقد كنت أريد أن أرافقه إلى الطبيب لأنه أصيب بجرح، لكن لم ينادوني. سمعت دوياً و أنا أبتعد عن مكان الدوارف و لكني لم آبه، جاءتني بعدها بُسْبَة خادمتنا بدراعتها الوردية الممتلئة بلحمها و هي تركض إليّ، تناديني تقول: أكو بمب، بمب، أكو قنبلة، أكو حرامي. و أنا ما زلت غير مصدقة ما تقول حتى تلا كلامها ضربة شديدة فزعنا كلتانا منها و هرعنا إلى الشاليه، تعابير وجوه عائلتي كانت كلها تتشابه، بحركة سريعة حُزمت الحقائب و سرينا آخر الليل.

منتزه الخيران كان من أجدد المشاريع آنذاك، كنا سعداء إذ وجدنا حجزاً، و نحن نبتعد عنه حادرين (شمالاً) إلى مدينة الكويت كنتُ أرى -و قد كان النور بزغ حينها- على المدى و أنا محشورة في مؤخرة الجيمس دبابات تمشي عليها جنود، كنتُ لا أعلم ما هوية هؤلاء الجنود، معنا هم أم علينا، لكن كنتُ أعلم أننا في حالة حرب، وصلنا و صعدنا إلى سطح بيتنا فأرعبتني رؤية العديد من الناس و السيارات يتحركون بحركة سريعة لم أعهدها يوماً في بلدي المتهادي، الساحة الخلفية التي كانت ملعباً ترابياً هاج بالأنوار و الأصوات، إنها حالة الخطر الأولى أمام عيني خريجة الروضة ذات الخمس سنوات و نصف.

مذيع الأخبار يوسف مصطفى بخلفية زرقاء ينقل خبر العدوان العراقي على دولة الكويت. لم يكن والدي موجوداً (فقد كان وزير التربية و ذهب إلى الطائف مع الحكومة) لكن قبعت صورته في ذاكرتي و كأن سؤالي عنه أوجده في هذا الوقت بعينه، كانت اللحظة مختزلة بسلم بيتنا و نور خافت. أحد أبناء عمي، و أمي و خيال أبي يتناقشان في مأوانا و مأواهم و جدي المريض، و هلع في عيني حميد الطباخ يخبر أمي بخوفه و يصارحها بعزمه على المغادرة.

ظل جدي مع عمي و انتقلنا أنا و أمي و إخوتي إلى بيت جدتي لأن فيه سرداب. هناك اجتمع أغلب أفراد الأسرة إلا البعض الذين كانوا مسافرين في فترة الصيف، أذكر خالي خالد كان مسافر، و كانوا دائماً في محاولات للاتصال به. كنا ننام في السرداب و كان لونه أزرق فاتح، كان البحر في السرداب، و فيه تتقطع الأحداث.

متاهة من الأرائك الإسفنجية المكدسة في ركن واحد

شاي سلمى صديقة بُسبَة و البورسلان الأخضر

حلب الصخول و جلسات العجن و الخَبز

حذائي من غير جورب

حديثنا عن أبي و كأنه أسطورة

كعكة عيد ميلادي منقوش عليها رقم ستة من صنع أختي الكُبرى

الحنفية، الماء، الصابون، و التخت الذي أقف عليه لأغسل الصحون

رجعنا بعد فترة إلى بيتنا للزيارة، حول الحديقة العامة المطلة على شارع المنطقة الرئيسي كان صفاً من العساكر المتصنمين الحاملين على أكتافهم شتى أنواع البنادق. و كنا نمر أمامهم بالسيارة و كانوا متهيئين للرمي، هي لحظة، هي ثانية أو أصغر، نمر بها داخل هذه السيارة، فإما أحياء أو أموات، هذا ما كان يدور في عقلي آنذاك مع انعدام اللغة. لعبت يومها بدراجتي الحمراء في الحوش حول بيتنا.

عندما حلقت أمي رأس محمد فوق السطح و شاهدنا العساكر يسكنون بجوارنا

عندما اجتمع العساكر على باص مدرسة معطل يريدون إصلاحه

عندما دخلت بينهم متلثمة بشماغ لأنادي أخي

عندما دخل أحدهم بيتنا فجراً و اجتمعنا عند أمي

ليلة التكبير و دراعة علم الكويت

قصة البجعات السبع

سورة الفيل و ماما عايشة، أم جدتي

عندما أتظاهر بالنوم لكي تقبلني أمي كما قبلت أختي

دراعتها القطنية السوداء، مرسوم عليها حمامة

و عندما لبست الحريم السواد و جلسن إلى بعضهن البعض، أول عزاء أشهد كان لأجدادي

انبطاح! و ذلك الحلم، أن غوريلا عظيمة اجتاحت بيت جدتي بينما أشاهد التلفزيون، و تحول البث إلى صورة ذلك الاجتياح، و أحاول إغلاق الجهاز دون جدوى. ثم أصعد للحوش لأرى آثار أقدامها الكبيرة على الكاشي الذي آنذاك كنت قد عددته قطعة قطعة، و أرجع مرة أخرى لأغلق التلفزيون، دون جدوى.

أفقت، و لم يكن أحد في السرداب و لا أحد حتى في الجوار، علمت بعد ذلك أن الكل خرج يتفقد البيوت المجاورة، عندما وجدتهم، ذهبنا إلى مدرسة الجزائر خلف بيت جدتي مباشرة، كانت الطاولات و الكراسي في قاعات الدراسة مهشمة، و أذكر لغرابة الموقف تناثر أكياس من حلوى تزيين الكعك في نفس المكان، كنا حذرين معها لخوفنا من احتوائها على ما يضر.

توالى صوت القصف، "الضربة الجوية" هكذا نرددها كما يقولها الكبار، أطلق بعدها أحد الجيران طلقة التحرير، و فرح الجميع، و أخذنا خالي بسيارته الشيفروليه الرمادية إلى حيث كانت صورة صدام حسين قائمة على أحد الشوارع و واقف أمامها من يعطي سلاحه لكل من يمر لكي يرميه، و كنا منهم، عرفت منذ ذلك المكان أن السلاح ليس من بلاستيك.

لم يصب بيتنا بسوء إلا من بعض الطلقات التي اخترقت الجانب العلوي من البيت، و عندما رأينا المكتبة سليمة، قالت لي أمي بأن الله سلّم على ما عندنا لأنها خطت آية الكرسي على ورقتان علقت إحداهما على باب المكتبة و الأخرى على باب البيت.

لقبونا بعد ذلك بالصامدين و ظلت السماء سوداء لمدة طويلة، و صار كل شيء مرتبط بالعدو مدعاة للسخرية و الغضب، و كل الكلمات التي حفظناها من أيام الصمود، صارت زاداً لنا إلى خيال ألعابنا؛ أسماء الصواريخ، نبرة صوت صدام، التهويس، أما الصور التي شاهدناها فقد انتقلت إلى عروق ألواننا.. و ما لا يُقال ظل يبكي على ما قيل

الألّافة

أختي و بناتها رجعن اليوم من السفر، و كما عهدناهن اتخذن الطاولات منصة لهن. بدأت زينة بأغنية إنجليزية عن العائلة، كانت هي قد ألفتها، مع إيقاع من أختها. و عندما شان عليهن الإنجليزي و هن رادين حكوكات بعد سفرة دامت قرابة الشهر، أعلنت رغبتي بأن تغنين أغنية عربية، فبادرتني زينة بهذه الأغنية

الله هو الله
الله هو ربنا
إحنا أصلاً و لا شي
بدون الله
الله هو ربنا
الله هو إهني (تؤشر على قلبها)
الله ما تشوفونه
على شان هو بالسما
الله خلق الكائنات
الله هو ربنا
الله هو أحلاها
الله هو ربنا

و عندما استغربنا الكلمات، سألناها: حافظتها من المدرسة؟ قالت و كأنها تعلن حقيقة قديمة: لا! إهي من مخي ألحين (أي ارتجال)، أنا ألاّفة

دولكة الكركديه و أشياء أخرى

أول الليل، دولكة الكركديه انفجرت بيدي و جرحتني جرحاً ظننته بقايا العصير. كانت الدولكة أحد عداداتي الزمنية، و كنت أراقبها و هي تقارب النفاد. ثواني الإدراك كانت بالضبط كثواني تسرب الهواء إلى الفراغ رعداً، و شحنة الضوء فيه برقاً، و أنا الآن منهكة كالسماء بعد عاصفة الخمس دقائق

كنت ماشية على خط ميناء الشويخ عندما رأيته يتقلب بين عجلات السيارات، و يرفرف كالمستجير بخانة أمان، كان طيراً من بعيد، و لكن عندما اقتربت أكثر، تحول إلى قطعة من ورق مقوى عجنته هفّافة الشوارع، ربما كان جزءاً من سحّارة طماطم، لقد حز في خاطري أكثر عندما علمت بأنه ليس طيراً. فهو يتألم بلا عقل، و يتقلب بلا قلب، أما كيس البقالة فهو يطير في الفضاء سمّاري. في قلبه هواء و سكناه أعالي الشجر، و منقوش عليه عشر مرات: كل عام و أنتم بخير

السنة التي لا تمر



و هاهو يوليو يأتي من جديد، حاملاً الأمل كنعجة شاردة، هناك آمال شهيرة، الكل يصبو إليها و يناديها و الكل يمني النفس بها و يغوي الناس إليها، لكن أملي رغم أجيجه في عمق الليل يبقى من غير بشير و قد سلم مقاليد حكمه للقدر، انتهى بي عصر التصقت به يدي على خدي، و بدأ عصر فيه أشرد

البرحي تساقط البارحة، و عليه فإن يوليو هو بداية أو ربما نهاية سنة النخل، العطر الذي اشتريته في سبتمبر الماضي فرغ، و الدشة غداً. نقطة الدم التي كانت تتمشى في يدي رحلت، و اللمبة احترقت، و المكيف بدأ بالنفخ، و قائمة الأغاني سكتت، و الكركديه قارب النفاد. زمن الشرود عندي يتكئ على هذه العدادات

look!


Today, my family and I went to the beach, and while laying down reading in the shade, my sister brushed the sand with her foot and appeared a silvery circle. "a wedding ring" she guessed apathetically, so I picked it up as it was within my hand's reach_and it was really a silver wedding ring written on it:

SA.RI 14/04/08

it was a very small ring though, it can only get into my little finger. My sister was surprised then as she said what she least expected. I took it to the reception in the end of the day, I wish they find the person who lost it.