استيقظت على صوت القارئ: و نفس و ما سواها، فألهمها فجورها و تقواها، و فكرت و أنا بين صحو و غفو أنْ ما هو الإلهام؟ و كيف نقيس اختلافه عن الهداية؟ أعلم أن النفس تتعب كلما ازدادت علماً و لهذا احتجبتُ عن الناس لعل العبء يخف لكنني ازددت تعباً بما علمت عن مكنونات نفسي التي بها انفردت، و لما هالني الكون المكنون، ذهبت لأطبخ مسقعة باميا كنوع من ممارسة الحياة الاجتماعية، و عندما اجتمعت المقادير و اتفقت المكاييل جلست إلى الطاولة أُبكي الطماطم و يبكيني البصل
تحتاج الباميا وقتاً طويلاً حتى ترتخي و تلين، هي كالذكرى؛ تنضج بعد مدة. لن يحتمل المارق رائحة الطبخ، بل و سينأى بعيداً خشية أن تعلق به، لكن سر الروائح يكمن بين القدور الساخنة، عندما تضج الحرارة في وجهي و تحمر يدي و تفوح عيناي، ترق نفسي لنسيم الكزبرة و أصبح أكثر حياةً . . . و لما استوى المرق انتهى في بطوننا الجائعة بعد أن مر على ألسنتنا الطامعة بالذوق
إن أجمل المصنوع ما يؤكل فلا يبقى مع الأشياء الكثيرة حولنا، يؤكل فيختفي في باطن الجسد ليذكرني بنفسي التي فُطرت على الضمور، و تستلهم التقوى و الفجور . . . ثم أهرب فلا يبقى مني غير توريد تنانيري
إن أجمل المصنوع ما يؤكل فلا يبقى مع الأشياء الكثيرة حولنا، يؤكل فيختفي في باطن الجسد ليذكرني بنفسي التي فُطرت على الضمور، و تستلهم التقوى و الفجور . . . ثم أهرب فلا يبقى مني غير توريد تنانيري