ملعقة واحدة قبل النوم

لا تستطيع أن تنام
السعف يحك زجاج النافذة، قصته
الحمام يغني، أزالت عشه
الباب يئز، أحضرنا الزيت

لا تستطيع أن تنام
النور مضاء، أطفأته
الصور معلقة، أنزلتها

الساعة تدق، لا تزعجها الساعة

لكنها لا تستطيع أن تنام
الرائحة كريهة، بخرت الدار
ممنوع الجلوس، تكره سريرها حار

الساعة تدق، لا تزعجها الساعة

كنسَت السجاد، و ركنتني في إحدى الزوايا
و لكني أتنفس
و الساعة تدق
و هي ما زالت تبحث عن شيء آخر يزعجها
قبل أن تنام

نوادر الوجهاء

هناك العديد من الكلمات التي يستخدمها البعض زيادةً في الوجاهة، و هم من إذا قرأت لهم أسرعت، و من إذا سمعت لهم اختزلت، و هؤلاء اللطفاء مع الزمن شكلوا معجما من كلمات و تراكيب غريبة، و أوصلوا الوجاهة للفكاهة. اليوم -على غير العادة- قلبت في الجريدة علّي أجد ما يسليني من نوادر هذا الصنف العجيب، و إني أنقل هنا ما يتكرر على لسان الرجال من الوجهاء، و لنا مع الوجيهات جلسة أخرى

الأريحية: يستخدمها العديد و بكثرة عوضاً عن كلمة الراحة، و هي تعني الانبساط و الخفة
متشرذمون: لا توجد مشكلة لغوية و لكنها من نوادر الوجهاء
أيديولوجيا: تعني فكر، أو مذهب، أو منحى فكري لماذا أستخدم الكلمة الأجنبية كما أترجم إسم بقالة ؟ إلا إذا فعلاً تعذرت ترجمتها
دراماتيكياً: هناك العديد من الجمل و التعبيرات العربية التي تغني عن هذه الاستعارة
يعتبر: غالبا ما يستخدم الفعل للتحدث عن قيمة الأمر أو الشيء أو الشخص، و لكن الاعتبار في اللغة يعني الامتحان، و لهذا نقول ليؤخذ في عين الاعتبار أي نقوم بامتحان قيمته أو جودته، فلا نستطيع أن نقول يعتبر هذا النصب رمزا للقوة، فــ "يُعَد" هنا كفعل أسلم
التعسف: السير على غير هدى و الأخذ بغير طريق، و غالبا ما يساويه الكتّاب بالتعنت و هو إرادة المشقة للغير
الأنموذج: و هي النَّموذج و التي أصلاً معربة من الفارسية أو الهندية نمونه و الأنموذج في المعجم يرد على أنه لحن (أي تصحيف)
الحرية أسمى مبادئ إنسانية العالم: هل الحرية مبدأ أم مفهوم؟ الحرية ليست أساساً نقيم عليه قراراتنا، لأنها مفهوم متغير مع الزمن، و لكننا نستطيع تسميتها بالمبدأ ما أن يُنَص بها قانون
صاحب مبدأ: معناها أن الشخص ينص قوانين لنفسه، فيجب على قائل الكلمة أن يتأكد من صلاحية المبادئ لأنها قد تلتبس مع المفاهيم كما التبس على صاحبنا كاتب الجملة السابقة
في عوالم الغاب التي يتنادى لها أصحاب المصالح الضيقة ومن هم في مقاييس العدالة أشد ظلماً من سباع الوحوش الحيوانية: أنا أعترض على هذه الجملة جملةً، فعوالم الغاب أو بالأحرى الطبيعة تسلك نهج المصلحة العامة لا الضيقة و هي مصلحة نفعية تدور بها دورة الحياة، أما عن صنف "سباع الوحوش الحيوانية" فهذا ما لم أقرأ عنه يوماً في كتاب سواء كان خيالا أو حقيقة، فإما أن يكون المعنى فيه تشبيه جميع الوحوش الحيوانية بالسباع، أو اختيار فصيلة السباع فقط من الوحوش الحيوانية، لماذا قرر الكاتب إرفاق كلمة سباع؟ لا أرانا خصوصا في هذا العصر إلا وحوشا في انتهاكنا للطبيعة، فلماذا تنزه الإنسانية عن صفة الوحشية؟

تفضلوا و شاركوني في ذكر ما تيسر لكم في نوادر الوجهاء

بلاد العُرب أوطاني


صباح الخير، في الآونة الأخيرة بدأ ينفد مابي من احتمال لكثرة الأخطاء الإملائية في الموضوعات العربية للكثير من المدونات، و لا أعزل نفسي فأنا أيضا عرضة لذلك فاللغة لابد من مراجعتها للاطمئنان من وصول المراد بأقل درجة من اللبس، و لذا فإني في مراجعة دائمة لما أكتب سواء من القديم أو الحديث لأجعل قراءة النص سليمة قدر الإمكان

و لأني لا أستطيع أن أسن القوانين للكتابة أو التدوين في هذا الفضاء فخُيِّل لي أنه من الأفضل أن أشارككم فيما أفعل عندما أدوّن، بالإضافة إلى إرفاق رابط لسلسلة "لغتنا الجميلة" و التي أفادنا بها آي دِپ مشكوراً قبل سنتين، و التي شرح لنا فيها شائع الأخطاء في القواعد النحوية و الهفوات الإملائية

لعل البعض يَعذر في الأخطاء الإملائية لاحتمال فهمها من سياق الجملة أو لما ندركه من خلال المنطق العام لجهله بالمعنى الآخر الذي آل إليه التصحيف فمثلاً عندما نرى هذه الجملة

أعطيته الضرف

فالمنطق العام سيصور لأذهاننا الظرف الذي يعني الوعاء الذي يحوي الأشياء أو الأوراق كما هو دارج، و لأننا نجهل معنى الكلمة بهذا الرسم نتهاون عن تصحيحها، أما إذا نظرنا و وعينا أن في خطئنا تحويل للمعنى، فسوف ننتبه أكثر، فالضرف في اللغة هو نوع من الأشجار. يتهاون الكثير في الخطأ لأنهم يكتبون بطريقة آنية معتمدين على المنطق العام، و لكننا نتجاهل بذلك البعد الزمني أو المكاني للمكتوب، فالقارئ بعد ٢٠ سنة لن يفهم المعنى لأن المنطق العام تغير، و القارئ في مكان آخر لا يفهم اللهجة و الملابسات اللفظية التي قد تسبب التغير في القواعد الرسمية للمكتوب

قد يتأفف البعض و يتملل من مراعاة أسس الكتابة أو المراجعة قبل الإصدار متعللين بالحماس و الانفعال أو عدم وجود الوقت الكافي، و لكني أؤكد من وجود علاقة طردية بين الاعتبارات و القيمة، فعندما نكتب بالهداوة قد تتراوى لنا علاقات و ملاحظات لم نكن نعيها، فهي تعطي مساحة للبناء بين الفكرة و الكلمة، فنحن لا يمكن أن نشكل الفكرة كاملةً في أذهاننا و نكتبها بالضبط كما كانت فكرة، و لكن نبنيها ثم نقيم، ثم نبني فقرة أخرى عليها و نقيم، ثم نراجع ... و هكذا

ما أفعل عندما أكتب
- أفكر، و أقرأ
- أراجع الأخطاء الإملائية
- أراجع فيما إذا كانت بعض الكلمات بحاجة إلى تشكيل، خاصة المُصرّفة منها
- أحاول تقريب ما يكتب بالعامي لأقرب مقروء و ذلك بالتأمل فيما إذا كان له أصل عربي مثل (عشان، نقول على شان) فلا تؤكل الكلمات في الكتابة كما تؤكل في الشفاهية، لأن القلم لا يشبه اللسان
-أرى إن كانت هناك روابط أو اقتباسات يجب أن تدرج أو تنسب إلى قائلها، أو حتى مراجع يمكن الرد إليها لمن يريد الاستزادة
- بعد النشر أحياناً أظن أو يقال لي عن جُمَل غير مفهومة، فأحاول إعادة صياغتها
-أحب التعليقات التي ترد و سؤال الصريحين عن أرائهم بما أكتب، لأن ذلك يُخرج المكتوب من نسبته إلى الكاتب إلى بُعد نقدي مريح و يجعلنا نفهم الحالة ككيان منفصل عن الشخص
- عندما أستخدم أحد الأفعال أو التعبيرات التي غلبها عُرف التقليد، أقوم بالبحث عن أصلها، لأني أرى في نسيان الأصل بدايةً في لغو
- أكتب الموضوع كاملاً كمسودة، ثم أنتظر يوماً، ثم أقرؤه مرة أخرى فأزيد و أنقص و أبدل و أقلب و أغير
- أكتب فقرة واحدة، ثم أنتظر
- هناك أفكار تطرأ عليّ و لا أريد فلاتها، و لذلك أدونها و لو كانت بسيطة خشية النسيان أو لجمال مفردها، و لكني في أحيان أخرى أخزن الأفكار الطارئة علّها تتحد في الذاكرة فتشكل مفهوما مركباً من تلك العشوائيات البسيطة

في النهاية لا يسعني إلا أن أشكر و أعيد إحياء سلسلة لغتنا الجميلة و هذا هو رابط التقديم للسلسلة و يرجى الضغط على الصورة أعلاه للانتقال إلى الحلقات التي نشرها آي دِپ في شهر سبتمبر من عام ٢٠٠٨

حلم

البارحة رديت البيت و أنا كلي أمل بالنوم، كنت محملة بالكتب و الكراسات الراغبة بالاستئثار بليلتي، و كان جسدي يغويني لأن آخذ نصيبي اليومي من القهوة، لكني أبيت إلا أن أنام، و لا شيء غير هذا، بما أني لا أملك القدرة على الذهاب إلى كوخ بعيد

المراد أني رأيت فيما يرى النائم بعد منازعات و مشاحنات للاستسلام للنوم أننا في حديقة شاليه ثم جاءت حمامة و حفرت جحراً تحت الشاليه لتعيش فيه. و كان أن أطفال عائلتنا يركضون بمرح حتى رأيت بينهم تتمشى حية سوداء، حاولت تنبيه الأطفال، و لكن أحدهم -و الذي في الحقيقة لم يتكلم بعد- قال لي بأنها لا تؤذي و صاروا يلعبون معها و أنا أنظرهم بخوف و هلع، و هي تحوم حولهم و لا تفتأ تتردد على بيت الحمامة و كأنها صديقتها، و مع الوقت تغير شكل الحية و صار لها وجه أشبه بالكلب أو الضبع

بعد ذلك صرنا في بيتنا نجهز حماراً بسرج للذهاب إلى الشاليه، و كان في العربة التي يجرها الحمار و أنا على ظهره: أمي و ثلاثة أو أربعة شبان، و أحياناً أصوات لناس أخر؛ لا أرى أصحابها و لكني أسمعها كلما انتبهت للطريق. ثم عندما دخلنا حولي نعبرها للوصول إلى شارع الفحيحيل، رأيناها وعرة كئيبة و أغلب مبانيها مهدمة أو جاري هدمها. و لأن الأرض وعرة نزلت عن الحمار و صرت أسحبه هو و من في العربة، كان عبئا ثقيلا و كنت أسحب ببطء و أتأذى من مرأى حولي التي صارت أطلال

وصلت أخيراً إلى المخرج الترابي من حولي و هنا تبين لهم تعبي الشديد و عرض عليّ أحد الشبان و هو مرتاح في العربة أن يساعدني، فقلت له أنني أستطيع استكمال آخر عقبة بعدها يمكن أن يسوق بنا الحمار في طريق الفحيحيل بلا عقبات حيث أنه طريق معبد، و هذا ما حصل و لكن ما أن وصلنا إلى الشارع اتضح أن الحمار لا لجام له و لا ركاب، لذا اضطررنا التوقف لشراءه ثم أكملنا السير

جدير بالذكر أن الحلم بصفة عامة كان يعرض بالمقلوب فقد بدأ بمشهد وجودنا بالشاليه، ثم مشهد حديقة الشاليه ثم انتهى بمشهد الرحلة إلى الشاليه

العمامة السلطانية

عزيزتي نيكون صاحبة دار عزيزة أعطتني واجباً أحله و هو ذكر ستة أسرار قد لا يعرفها من يقابلني لأول مرة. رغم أن الواجب سيكون أمتع لمن يملك شخصية غير معروفة من المدونين إلا أني سوف أحاول إيجاد أسرار اللقاء الأول

١ من أشهر الحقائق التي تلوح لمن يراني أول مرة أنني أطول قامةً منه
٢ إني أعرف انجليزي، فغالبا ما يترجمون لي اللي يمي إلى العربية إذا كلمني البياع بالانجليزي، و إذا شافوني أتكلم انجليزي يسألوني (غالباً من قبل الجاليات الهندية و الفلبينية في الكويت) انتِ من وين؟
٣ مفهية و ما أدري عن الدنيا و ما أستوعب و في عالم ثاني و قلبي بارد، فهيئتي للغريب توحي بالجدية و الحضور و ثقالة الطينة -منذ الصغر-، و لكن هذا الأمر أيضاً عرضة للنقض حيث تمر علي موجات طاقة كبيرة
٤ إن عندي أوقات سكون طويلة جداً، و رغم كثرة أصدقائي فأنا غالباً أقضي وقتي مع نفسي و أرتاح مع الغريب أكثر من القريب
٥ هذه خانة للأشياء التي أخفيها عمداً عن الناس
٦ إني خوافة من أشياء لا تخطر على بال، ... و إني أفكر! (أذكر أحد الأكاديميين بعد أن تناقشنا قال بتعجب: و الله تفكرين!)

أما ما قد يلتبس به أن يكون سراً هو أني أمر بتغيرات كبيرة و سريعة و تقلبات ما صارت و لا استوت، و لكني في ظاهر الأمر أبدو و كأني لا أتغير و لا أتأثر

بعد تأملي بما كتبت، أحسست أنها انعكاسات لطبيعة الناس من حولي أكثر منها تعبيرا على ما تستطيع هيئتي إخفاءه

شكراً يا نيكون على هذا التكليف الخفيف و أحول هذا السؤال إلى نون النساء

الآمال الكبيرة

من اطلاعي الأخير على المشاريع القائمة و المقترحة لمدينة الكويت رأيت نزعة جادة للتغيير الكبير و ذلك بالتأكيد راداً إلى الرغبة في التنافس مع دبي، فتعبير "انظروا إلى دبي!" بأسلوب المتمني لما بها من تطور قد صار دارجاً في السنوات الأخيرة. إن تطبيق المشاريع في الكويت يعتمد على السياسة الاقتصادية و قرار بالموافقة. ما يتم إهماله في تقييم المشاريع هو الاقتراح الأولي لما يراد تنفيذه، فالمستند الأولي الذي تقدمه الشركات و المكاتب الاستشارية ليتم تقييمه يعكس الفهم العام للمشروع أكثر من الرأي الذي تقترحه في معالجة و تصميم المنطقة، و على ذلك تدرس المناقشة التقييمية مدى كفاءة الفريق و هو أمر مهم و لكن يوازي أهميته تهميش الفكرة المطروحة

و لهذا فأظن أن التقييم يجب أن يكون معطى بل و أحد عناصر الترخيص العامة من قبل لجنة تقييم المكاتب الاستشارية، ليكون الأصل في اختيار المكتب لأي مشروع على أساس الفكرة المطروحة و ليس كما يحصل الآن من تقديم للبدائل بعد فوز المكتب. لأن تقديم البدائل كما يظهر من حضوري لعدة عروض تشتت التركيز و تدل على عدم وجود نظرة واضحة لأفضل وسيلة للتعامل مع المشروع، حتى أصبحت مجرد وسيلة للمفاصلة بالسعر، فإما أن توضع معايير لتقديم البدائل أو تكون مثلما أشرنا آنفاً مبتدأ العرض، ثم يليها ضبط شروط الاعتماد و مراجعتها

أما بالنسبة لحجم المشاريع و طموح التغيير السائد فأرى أن الطموح أو بالأحرى محاولة تطبيق ما نراه في غير بلادنا لا يتناسب لا مع الحاجة و لا مع طبيعة المكان، فيختل مقياس الرسم و يحول المدينة حقلاً للتجارب. فإن نظرنا إلى الأصل الذي تأتي منه الاقتراحات و الذي منه يتم مقارنتها بالمخطط الهيكلي نجد المجلس البلدي و محاولة الناس التكيف مع أنظمة البناء هما أساس بنية المدينة و لكن نرى المجلس البلدي يقترح ما يجب أن يكون من غير دراسة للواقع الذي يسعى السكان التكيف معه و الذي يجب أن تأتي النظرة للمستقبل منها

هناك تنافس في تكوين نظرة للمستقبل بين استخدام أحدث التطورات في سبل البناء و بين تركيب أفضل بنية لتفعيل الحركة. و لهذا فنحن الآن مع مشروع المترو نشبه ما كنا فيه مع مشروع مدينة الكويت في الستينيات عندما تقرر تثمين البيوت بلا تدرج في التطوير في سبيل الثورة العمرانية و التي أكد الزمن فشلها في التفاعل مع حياة الناس. قبل أسبوعين رأيت مشهداً رأيته أوضح مثال لأسلوب تعامل البلدية مع السكان، كان ذلك عندما زرت يوم البحار و رأيت الكراسي الخشبية مصفوفة على الثيل و لكن العوائل المجتمعة تجلس على الأرض بين الكراسي لتبدو الأخيرة كحوائط أرابيسك تحجب العائلة عن المارة و كأنها غرف. أنت لا تحل مشكلة الجلوس بأن تصنع كرسياً و لكن تستطيع حلها بعد مراقبة عادة الجلوس عند الناس -أي ما اعتاد الناس عليه و كرروا فعله- و حالة الجلوس في المكان سواء السرعة أو التأمل أو الاجتماع

نحن لا نحتاج تغييراً كبيراً فالكل عينه على رؤوس المشاكل و القوة تكمن في صغائرها. فنحن لا نحتاج محاضرة و لكن ورشة عمل، و لا نحتاج مؤتمراً و لكن دراسة ميدانية، و لا نحتاج اقتراحات مبهرة و لكن حلقة للنقاش بعد الدراسة الميدانية

ملاحظة: أعتذر عن رداءة ترتيبي للأفكار في الآونة الأخيرة

في دكان البكاء

حوار بيني و بينها (ردودها بهذا اللون) في الدهشة و الشغف و البكاء
دار في إحدى غرف الحديث

دموع، دموع، دموع....... من يشتريها بشهقة أخرى‬

لا أحد

من لي بمرايا أوزع عليها بكايا‬

مرايتي سودا

كفنوني إذاً أو مهدوني حواراً بين حبيبين‬
يموت مع المخارج، يعيش مع المكان أبداً بلا زمان‬

ليعش مع المكان أبداً بلا زمان
حينها لن تدرك العين دمعها و لن يدرك العقل أصابع اليد‬
‫حينها أموت ..... حينها أسمح له أن ينفخ في الصور

لأُبعث إلى نفسي

و أحيا روح‬

مراحها المدى، و راحها المدار

و أهيم ..... في كوني المزروع بسواسن سيارة‬
‫و دائر الفَلك بالياسمين‬
‫و دلافين احترقت منذ ألف عام تضيء السرمد بحيتان براقة‬
‫أسراب زرازير ألبابها نيازك مشطورة‬
‫يوماً ما سأهرب‬
‫لحديقتي‬
‫دون وجهي

‫لأحضر مراسم دفن البذور‬
‫و أبكي عرقاً يسقيها حياة‬
‫‫أو شيء مثل الحياة‬
بعد شهر‬
‫أو مدة مثل الشهر

يوماً ما سأهرب

سنهرب