من اطلاعي الأخير على المشاريع القائمة و المقترحة لمدينة الكويت رأيت نزعة جادة للتغيير الكبير و ذلك بالتأكيد راداً إلى الرغبة في التنافس مع دبي، فتعبير "انظروا إلى دبي!" بأسلوب المتمني لما بها من تطور قد صار دارجاً في السنوات الأخيرة. إن تطبيق المشاريع في الكويت يعتمد على السياسة الاقتصادية و قرار بالموافقة. ما يتم إهماله في تقييم المشاريع هو الاقتراح الأولي لما يراد تنفيذه، فالمستند الأولي الذي تقدمه الشركات و المكاتب الاستشارية ليتم تقييمه يعكس الفهم العام للمشروع أكثر من الرأي الذي تقترحه في معالجة و تصميم المنطقة، و على ذلك تدرس المناقشة التقييمية مدى كفاءة الفريق و هو أمر مهم و لكن يوازي أهميته تهميش الفكرة المطروحة
و لهذا فأظن أن التقييم يجب أن يكون معطى بل و أحد عناصر الترخيص العامة من قبل لجنة تقييم المكاتب الاستشارية، ليكون الأصل في اختيار المكتب لأي مشروع على أساس الفكرة المطروحة و ليس كما يحصل الآن من تقديم للبدائل بعد فوز المكتب. لأن تقديم البدائل كما يظهر من حضوري لعدة عروض تشتت التركيز و تدل على عدم وجود نظرة واضحة لأفضل وسيلة للتعامل مع المشروع، حتى أصبحت مجرد وسيلة للمفاصلة بالسعر، فإما أن توضع معايير لتقديم البدائل أو تكون مثلما أشرنا آنفاً مبتدأ العرض، ثم يليها ضبط شروط الاعتماد و مراجعتها
أما بالنسبة لحجم المشاريع و طموح التغيير السائد فأرى أن الطموح أو بالأحرى محاولة تطبيق ما نراه في غير بلادنا لا يتناسب لا مع الحاجة و لا مع طبيعة المكان، فيختل مقياس الرسم و يحول المدينة حقلاً للتجارب. فإن نظرنا إلى الأصل الذي تأتي منه الاقتراحات و الذي منه يتم مقارنتها بالمخطط الهيكلي نجد المجلس البلدي و محاولة الناس التكيف مع أنظمة البناء هما أساس بنية المدينة و لكن نرى المجلس البلدي يقترح ما يجب أن يكون من غير دراسة للواقع الذي يسعى السكان التكيف معه و الذي يجب أن تأتي النظرة للمستقبل منها
هناك تنافس في تكوين نظرة للمستقبل بين استخدام أحدث التطورات في سبل البناء و بين تركيب أفضل بنية لتفعيل الحركة. و لهذا فنحن الآن مع مشروع المترو نشبه ما كنا فيه مع مشروع مدينة الكويت في الستينيات عندما تقرر تثمين البيوت بلا تدرج في التطوير في سبيل الثورة العمرانية و التي أكد الزمن فشلها في التفاعل مع حياة الناس. قبل أسبوعين رأيت مشهداً رأيته أوضح مثال لأسلوب تعامل البلدية مع السكان، كان ذلك عندما زرت يوم البحار و رأيت الكراسي الخشبية مصفوفة على الثيل و لكن العوائل المجتمعة تجلس على الأرض بين الكراسي لتبدو الأخيرة كحوائط أرابيسك تحجب العائلة عن المارة و كأنها غرف. أنت لا تحل مشكلة الجلوس بأن تصنع كرسياً و لكن تستطيع حلها بعد مراقبة عادة الجلوس عند الناس -أي ما اعتاد الناس عليه و كرروا فعله- و حالة الجلوس في المكان سواء السرعة أو التأمل أو الاجتماع
نحن لا نحتاج تغييراً كبيراً فالكل عينه على رؤوس المشاكل و القوة تكمن في صغائرها. فنحن لا نحتاج محاضرة و لكن ورشة عمل، و لا نحتاج مؤتمراً و لكن دراسة ميدانية، و لا نحتاج اقتراحات مبهرة و لكن حلقة للنقاش بعد الدراسة الميدانية
ملاحظة: أعتذر عن رداءة ترتيبي للأفكار في الآونة الأخيرة
و لهذا فأظن أن التقييم يجب أن يكون معطى بل و أحد عناصر الترخيص العامة من قبل لجنة تقييم المكاتب الاستشارية، ليكون الأصل في اختيار المكتب لأي مشروع على أساس الفكرة المطروحة و ليس كما يحصل الآن من تقديم للبدائل بعد فوز المكتب. لأن تقديم البدائل كما يظهر من حضوري لعدة عروض تشتت التركيز و تدل على عدم وجود نظرة واضحة لأفضل وسيلة للتعامل مع المشروع، حتى أصبحت مجرد وسيلة للمفاصلة بالسعر، فإما أن توضع معايير لتقديم البدائل أو تكون مثلما أشرنا آنفاً مبتدأ العرض، ثم يليها ضبط شروط الاعتماد و مراجعتها
أما بالنسبة لحجم المشاريع و طموح التغيير السائد فأرى أن الطموح أو بالأحرى محاولة تطبيق ما نراه في غير بلادنا لا يتناسب لا مع الحاجة و لا مع طبيعة المكان، فيختل مقياس الرسم و يحول المدينة حقلاً للتجارب. فإن نظرنا إلى الأصل الذي تأتي منه الاقتراحات و الذي منه يتم مقارنتها بالمخطط الهيكلي نجد المجلس البلدي و محاولة الناس التكيف مع أنظمة البناء هما أساس بنية المدينة و لكن نرى المجلس البلدي يقترح ما يجب أن يكون من غير دراسة للواقع الذي يسعى السكان التكيف معه و الذي يجب أن تأتي النظرة للمستقبل منها
هناك تنافس في تكوين نظرة للمستقبل بين استخدام أحدث التطورات في سبل البناء و بين تركيب أفضل بنية لتفعيل الحركة. و لهذا فنحن الآن مع مشروع المترو نشبه ما كنا فيه مع مشروع مدينة الكويت في الستينيات عندما تقرر تثمين البيوت بلا تدرج في التطوير في سبيل الثورة العمرانية و التي أكد الزمن فشلها في التفاعل مع حياة الناس. قبل أسبوعين رأيت مشهداً رأيته أوضح مثال لأسلوب تعامل البلدية مع السكان، كان ذلك عندما زرت يوم البحار و رأيت الكراسي الخشبية مصفوفة على الثيل و لكن العوائل المجتمعة تجلس على الأرض بين الكراسي لتبدو الأخيرة كحوائط أرابيسك تحجب العائلة عن المارة و كأنها غرف. أنت لا تحل مشكلة الجلوس بأن تصنع كرسياً و لكن تستطيع حلها بعد مراقبة عادة الجلوس عند الناس -أي ما اعتاد الناس عليه و كرروا فعله- و حالة الجلوس في المكان سواء السرعة أو التأمل أو الاجتماع
نحن لا نحتاج تغييراً كبيراً فالكل عينه على رؤوس المشاكل و القوة تكمن في صغائرها. فنحن لا نحتاج محاضرة و لكن ورشة عمل، و لا نحتاج مؤتمراً و لكن دراسة ميدانية، و لا نحتاج اقتراحات مبهرة و لكن حلقة للنقاش بعد الدراسة الميدانية
ملاحظة: أعتذر عن رداءة ترتيبي للأفكار في الآونة الأخيرة