لفهم أشكال سطح الأرض يجب أن نعي أولا أن الأرض التي نمشي عليها ليست سوى قشرة، مقياس آخر لجلد الإنسان. تحدث داخله أحداث، و خارجه أحداث نستطيع أن نطلق عليها عمليات تأثيرية.و بما أن القشرة ملتوية لتشكل كرة، فالقوة في الجهة الداخلية تكون قوة ضغط و بالتالي العمليات تأخذ أسلوب و شكل و لغة تختلف عن تلك التي تحدث في الجهة الخارجية و التي تحكمها قوة الشد من منظور فكرة الالتواء لأي كتلة أو قشرة. العمليات الداخلية هي الزلازل و البراكين، و العمليات الخارجية هي الرياح و ما تؤثر فيه من نحت و تخفيض و القيعان التي عادة تحدث في المناطق الساحلية، و السباخ و الرياض و الهضاب و الوديان و ما إلى ذلك من تغيرات شكلية طبقية تحدث على سطح مشدود
العمليات الداخلية تعيد تشكيل الجهة الخارجية من القشرة بتواصل مفاجئ معها و لاختلاف المواقيت و اللغة المتبعة عند الجهتين، يحدث نوع من الصدمة و التأثر الشديد. ممكن أن يقاس بإحضار كلب للعيش في بيت للإنسان فهي فعلا كارثة طبيعية. و عمدت ضرب المثل بالكلب لا بانسان غريب لان الانسان الغريب مهما كانت درجة جهلي بعنصره الشكلي او الفكري، يظل تصنيفه انسانا، لكن الكلب عنصر مخالف في النوع عن الانسان و لذلك تأثيره أكبر. لكن ان أكملنا قياس الكلب و الانسان، بالطبقات الارضية سنرى أن الكلب و الانسان سيشبهان بعضيهما، فيتحول كل منهما بمعيار يجعلهما يلتقيان او ينسجمان طبيعة.
و جانب آخر من الاجتياح للعالم الآخر، من عالم الضغط إلى عالم الشد هو التغلب و الجبروت الذي يفرضه عالم الضغط على عالم الشد، فهو بمثابة تخطيط حضري عام أو سياسة مفاجئة، كتلك التي تأتي بعد ثورة يأتي بعدها عالم الشد على مر السنين ليضيف تفاصيله عليها إما بتعرية أو تغطية أو تضخم أو انخفاض أو صدع لتعطي شكلها بعد زمن طويل بالنسبة للزمن الذي أخذه عالم الضغط في تشكيله الجديد لعالم الشد.
و على ذلك، بتغيير مقياس الرسم ليناسب الإنسان، أرى أن الزلازل و البراكين ليست أحداثا مثل فقد انسان او التعرف على انسان أو العيش مع إنسان، فهذه حوادث شدية مفككة متطايرة تكون النسيج الذي سيتأثر بفعل مفاجئ. فعل حقا يجهل من حوله من نفس النوع من أين أتى و لكنه يحدد خطوطا عريضة جديدة، و لهذا نفكر و نقرر و نكتب، لنعلن أنها ليست مفاجأة للتوازن الإنساني أو الأرضي و لكنها حتما مفاجأة للجهة الغير متأثرة بعد.
ان القوة المفاجئة أيضا ممكن أن تكون اجتياح الطفل في داخل نفس الإنسان إلى خارجه المتقدم في العمر للاختلاف في اسلوب التعامل مع الاشياء و كيف ان الطفل يعتبر تحت تأثير الضغط فترة من الزمن ثم يشب طولا بحكم العمليات الشدية باختلاف لغتها و تأثيرها. ففترة الطفولة تؤثر تأثيرا كبيرا في حياة الإنسان و منهج حياته، فيها يتشكل و يتفاعل بلغات أخرى غير مفهومة، يبدأ بعدها برؤية عالم آخر و تعلم لغته و أسلوب حياته فيتحوّل مع إمكانية ظهور تلك القوة الطفولية من حين لآخر بفعل قوة التذكر.
و لا ننسى أن القوة المفاجئة تأتي بدافع الضغط، و نوع القوة أيضا. و بذلك فالعمليات الداخلية في الإنسان أيا كانت ألما أو شعورا داخليا كحماس و حب و بغض أو رغبة أو تذكر تحتاج إلى تفاهم بينها لغةً كي تندفع كقرارات أو منهج حياة. فان كانت قواي الداخلية تتكلم عن حماسي للعمل لغة غير تلك التي تتكلم بها عن حب شخص ما أو ألم داخلي في صدري فهناك مشكلة بالتعبير.
و اكتشاف شيء جديد عند من يمتلك لغة داخلية موحدة كالذهاب إلى مكان جديد أو فعل شيء لأول مرة تجعل عملية الانسجام الداخلي صعبة لكنها تزيدها هياجا و رغبة بالتحرر و البوح.
مستوحاة من
أشكال سطح الأرض في شبه الجزيرة العربية في المصادر العربية القديمة، أ.د. عبدالله يوسف الغنيم
Slow Motion, by Jean-Luc Godard
Little Nemo in Slumberland, by Winsor MacCay
Only Yesterday, by Studio Ghibli