أشكال سطح الأرض ١



لطالما كانت يدي التي ترسم حاسة تجعلني أشعر بالاختلاف. مؤخرا صار الهاجس أكثر تعقيدا من مجرد حس فنّي، فهو يؤثر على علاقاتي مع الناس. و عندما حاولت تفسير كنه الاختلاف، رأيت أن من يرسم يريد أن يرى، أن يلامس جغرافيا السطوح بكل حواسه، وجها كان أو أرضا أو لحنا. لكن ذلك حق كل إنسان، فأين تُرى يكمن الاختلاف؟

إن الانسان، بقدر ما تمكن لي أن أرى، يعيش في تردد بين الروح و الجسد. فهو يعيش في عالم من المادة، و يَصِلُ عالمه الروحي في مواقيت محددة. و غالبا ما يكون الاتصال مع الروح -في أسمى حالاتها- وقت ذروة في حياة الانسان يشعر فيه بالصفاء و الحلاوة و السكون أو الهياج على حسب النوع و البيئة

عندما أتاني هذا الخاطر، أدركت أن حياتي معكوسه. فأنا أحيط نفسي بعالمي الروحي، و أجد من الرسم و الإحساس بالمادة وقت ذروة أسكب فيها مابي من حرارة و ضربات قلب تبعثرت في أنحاء باطن الجسد

و بذلك استطعت أن أعرف سبب حاجتي لأضم إلى صدري شخصا أمامي لا أعرفه، أو ألح لرؤية صديق، أو عجالتي لرسم من يقف خارج نافذة المطعم، أو لمس وجه ابن أختي و تقبيل راحة يده الصغيرة، فهذه مواقيت صلاتي، و أبكي عندما لا أصلّي