مارس ٢٠٠٩

يلفني حزن رحيب و صمت يصارع الموت، و فاتِنَتي روحٌ جليلة. أعلم متى يرسلني الله و متى يرسِل إليّ، فأنا لا أؤمن بالصدفة لأنها التقاء تصادم لا تعلم فيه من المتجه إلى الآخر و لا مَن المُرسَل إلى الآخر، فالإيمان بالصدفة كالإيمان بظاهر الشيء من غير بصيرة، و ما تبطنه الصدفة من اتجاهات و أسباب صعبة التصديق؛ كالإسلام لدين جديد

إن لكل منا معشر البشر درجة من القداسة و درجة من الحقارة، تخبو و تعلو و تتبدل في لحظة من جنون مؤقت تأتي علينا كاختلاس من الجن أو نبؤة من السماء. و في هذه اللحظة نصدِّق، و في ذات اللحظة نكفر سواء تشابه الزمان و المكان أو اختلفا أو تخالفا أو تخلّفا

و في كل نفْس نشاطان؛ معترض و منساب. تروي بذلك حاجة الحياة و اللا حياة في آن واحد، و في خطوط متوازيات من الخيال و النوى و الإلحاح و اليأس و الضعف و الرغبة و السكرة و المجون و التمني و الهوان و البأس و الاتصال

و في محاولات و تجارب الجمع بين ما يريني العالم و ما أختار أن أرى، تتسرب مادة الشك و التي هي مقدمةٌ للقبول و الفهم