نصوص في الحجاب

إلا من وراء حجاب


كل يوم، تنتظر اكتمال الضوء المزخرف على الجدار المقابل لها. تسرح بلحظات من ماضيها لتلهيها عن حركة الضوء، فالماضي بإيحاء طوله يستميل الشمس لأن تسرع. اكتمل بدرها فالتفتت إلى المشربية، تراه، قسمه الخشب إلى صور كثيرة. وظلت لوهلة تلعب، تلملم الصور و تبعثرها. و يبدأ بالكلام، كله هذيان، يقولون "يحدث جدران الحارة".. لكنها لم تدر ماذا يقول، و لم تفسر يوما ما يقول. و مع احتدام كلماته و تداخلها، تغني، فيعود صوتها ناياً من بين الطبول. تسكت الطبول و كذلك كل شيء، إلاها. ينظر إلى لوحة الخشب المخرم بتكراره الممل، فتلثم وجهها بيديها خجلا.. تسكت. يغضب بسكون، و يذهب