ما أتاني من بني الشيصبانِ

و تهافتت الذكريات بعضهن ينشد بعضاً في جمجمتي الخربة و كأن دماغي صارت داراً للعجزة تتزاور فيها الأهرام في مَعاد تاريخ ألسنتها فأقترت أوصالي بمدها و تباطأت في الدفع كي تجبر إحداي على إعمال اللسان

لما عشت
كان هناك آذان لصلاة واحدة
كان النور يخفت خجلاً لمساءٍ بني
لما عشت
بُعثت حقيقتي من جيفتها إلى يوم حشر بهيج
و توالدت أبعاضي عدد أحلام البشر
نبت لي بعدها جناحان
و أرسلتني الريح إلى مراحها
نركم ننحت جلد الأرض بأصوات البشر
فالغبار و الجراد و الدخان و النيران
فالمطر و الطين و الوحل و اللقاح
لما عشت
لم أكن نائم
لم أكن إنسان
كنت كائن يصغر كلما ابتعد
و لهذا مت و الحمدلله بتهمة الحياة ساعة
و رجعت الحقيقة إلى ربها حلماً