مطلوب مهنة

لقد أوردت في موضوع سابق عن تعدد المهن كأساس للبناء الثقافي، و قد وجدت اليوم قصيدة من نظم أبو البحر جعفر الخطي و مطلعها للغنوي ينصح بها بالاشتغال، و رأيت أن أرفقها هنا لبلاغتها في إيصال الفكرة التي استعرضتها آنفاً فإني أراه رسم بما استعرض من مهن صورة لمدينة تتحرك

إعمل لنفسك مثقالاً و معيارا . و اسرر أباك بأن يلقاك عطارا
أو فاتخذ لك سنداناً و مطرقة . و اعمل متى شئت سكيناً و مسمارا
أو فاتخذ لك منشاراً و قشترة . و كن كـ"نوح" نبي الله نجارا
أو صائغاً يسبك العقيان تبرز من . ابريزه للنسا صفاً و دينارا
أو فاتخذ لك مزماراً و دبدنة . و عش -لك الخير- طبالاً و زمارا
أو كن -فديتك- صفاراًفليس على . علياك بأس إذا أصبحت صفارا
أو كن لصاحبك الأدنى "أبي حسن" . أي علياً فتى "عمران" زرارا
أو فاتبع "ابن مهنا" في بزازته . أو فامش خلف فتى "شنصوه" قصارا
أو فاسأل "ابن مهنا" علم صنعته . مما يفيدك بالدينار قنطارا
أو عالج الأتن في أدوائهن و كن . شروى "خميس ابن خضامو" بيطارا
أو فاقتلع من "رشالي" الطين متخذاً . منه الجرار و عش في "الخط" جرارا
أو فاقتن الأتن و احمل فوقها حطباً . فخير شيء إذا أصبحت حمّارا
أو فاحمل الفخ و اذهب حيث شئت فصد . به لصبية أهل "الخط" أطيارا
و إن سمعت مقالي فامض متكلاً . على إلهك في الأبوام بحارا
و إن ترفعت عن هذا فحي على . استغفار ربك تلقى الله غفارا
أو قيماً في بيوت الله تسمعنا . أذانك العذب آصالاً و أسحارا
أو منشداً مدح خير الناس حيدرةٍ . أو قارئاً في نواحي السوق أخبارا
و لا تلم بربع الشعر إن له . ظعناً تأخرت عن مسراه إذ سارا
قد خلقت بنفيس الشعر طائرة . عنقاء مُغرب فاقعد عنه إذ طارا
و هاكها كشواظ النار لافحة . أثناء قلبك لا تألوه أسعارا