و المدى


عندما يقابلنا المدى إما نبحر إليه مناداةً، فنؤجج صفوه و نكدر خاطره قرباً، أو نستسلم لخيال إنسان يؤانسنا فنستمر معه مناداةً و سلاماتٍ نخلقها كما خلقناه، فيراقبنا المدى نرقص فرادى في مُدّته، خاضعين لغيره، فيغيب و يختبي بين السماء و الأرض إلى أن يبوحان بسرّهما هذا و يفرجان عن مفصلهما بعد انتباهنا لبرهة الصمت و الفراغ فيحين بذلك موعد الوداع؛ صعب أن تترك خيالاتنا مكانها و تأتي معنا أينما نذهب. ثم نرحل إلى حيث أناس أخر خلقناهم فيما مضى و ظلوا منتظرين عودتنا

و إنني فيما كتبتُ هنا أجزتُ في الجسارة و أسهبتُ في الاستسلام