شرح أكون أو لا أكون


سياق المقولة

أكون أو لا أكون، هذا هو السؤال

و هنا لا أعلم أمِن قصر شروح الترجمة أمِّن اختلاف البيئة ما جعل هذا السطر من مسرحية هاملت لشكسبير يقال في مجتمعاتنا العربية إما كدلالة على حالة الاختيار بين العظمة و الحقارة أو -لمن يظن تفسيرها فلسفيا- حالة التساؤل بين الوجود و العدم (أُوجَد أو لا أُوجَد؟)

الكَوْن في لسان العرب هو الَحدَث، فأكون يعني أحدُث و اللَّبس هنا واضح بين الحَدَث و الوجود. فعلاقة الوجود بالمكان و الزمان هي علاقة تحددت و انتهت فهي لغويا تامة، أما الحدث فهو حالة الانتقال من مكان إلى آخر فهي علاقة الفعل بما يليه، و لذلك تظهر التساؤلات و المناجاة التي تلي المقولة بأمثلة أن يموت أو أن ينام الإنسان و فيها تأكيد على أنها لم تكتمل كفعل و لكنها ما زالت في طور الحدوث و التكوّن

بالرغم من أن السؤال يعرض مرحلة (فترة انتقال) من "أ" إلى "ب"، إلا أنه بذلك يبحث عن عنصر ثالث لطالما أظهر الشك في معنى النقطتين و لكن ما هو أهم هو تحفيزه لاختلاف الانتقال بين شيئين أو حالتين أو مكانين أو زمنين و إن تكررت. فعندما ننتقل من الصحو إلى النوم، يأتي الحلم فيغير ما يأتي بعده من تكرار لنفس المرحلة. و على هذا فإن الراحل أبدا لا يعود، و إن عاد

و هكذا فإني أرى أن شكسبير عرض لنا في رائعته حالة الخشية من الحدوث و الرهبة من الفعل و مثّلها بمفارقة أن نحيا و أن نموت لنرى كثافة و قدرة الحياة في كَوْنها و صيرورتها، فالسؤال يقترب من المعنى و يبتعد عن اللبس إذا قلنا "أَفْعَل أو لا أَفْعَل؟" فالكون اسم حركي و لكن ارتباط فعل "كان" بالماضي جعله يأخذ صفة التمام و التي هي مقترنة بالوجود فنشأ ما رأيتُ من لَبس

و لكن لماذا عبارة "أُوجَد أو لا أُوجَد" خاطئة في هذا النسق، خاصة و أننا نستطيع أن نستعيض بأي فعل آخر في الجملة؟ إن "أوُجَد" مبنية على المجهول فوجودي محكوم بآخَر يجدني فهو ليس فعل شخصي، و على هذا فإذا أردنا بناء سؤال وجودي من هذه العبارة فحري بنا أن نقول "أجِدُ أو لا أجِد"

و أظن أن في هذا توضيح لما جهلت معناه في موضوع كان و أخواتها