أغني لك تعال

أغني الوجود بقربك
تغني الحياة وجودك،
و تغني أنت

و تغني أنت
فأغني أنا
و بين الطُّوَف
في الزقاق التي كانت بيضاء
نتريّا أرياق الثمالة
فتغارين منا يا زقاق
و تغطينا كالنوم
يمنع عيون البشر عن حقيقة الأحلام

أيها الحب تعال، لا تخف من مدينتي
تعال كالغبار
تعال كأسطورة الأفق
تعال كليلة الدُّخلة
كليلة زرقاء
كليلة اللقاء

فمدينتي تحب أن تروي ملاحمها من وراء حجاب
تحتجب و تغضب
تحتجب و ترقص
تحتجب و تثور و تكفر و تسكر
ثم تظهر؟
على منبر خشبي مزخرف، و نعمة الله تشكر

أيها الحب تعال
تعال كالرحيل
كالنواح و العويل
في جنازات القدر

فالسائلون عنك متهمون
بالمجن، بالعهر و بئس المقر
متهمون يا نحن
متهمون يا أنا
يا أنت
بارتعاشات طويلات سخية
تهز طابوق أجناسي و ألواني و أدياني و ليلي
فتطبقها على رأسي

متهمون يا نحن
متهمون يا أنا
يا أنت
بأننا كأبواق السيارات
كأبواب المطارات
كبطاقات الدوامات
نعيش إلى الأبد، و لا نبالي

تعال أيها الحب لننضج في نارك أطفالا من جديد
فشمس مدينتي أحرقتنا، قبل أن تعلمنا الحرارة
تعال علمنا كيف نرى و لا نرى؟
علمنا متى تحلو مواعيد الهوى؟
علمنا عن موسيقى النّفَس
و عن قصة الراء و الغين
و عن مكاتيب الطبيعة المتلفعة بالجسد
إلى الهواء
و عن مكاتيب الهواء
إلى نجوم الأبد
علمنا كيف نعلم، ثم نعيش

تعال أيها الحب تعال
إليها، مدينتي

لكن حذارِ أن تتمدن