شرح غزالة بزالة

غزالة بزالة تحقرص تمقرص، ضب ضباب الليلة بلاغة بلاغتين، دُر

و هي إحدى جمل الأطفال الكويتية التي تقال بلحن بسيط، حيث تقال الكلمات الأولى متقطعة سريعة نسبيا، ثم تتباطأ عند ضبّ و تقف عند دُرّ مع تشديد الراء و تكريرها

بدأت البحث في أصلها عندما أخبرني والدي البارحة أن الغزالة تعني الشمس، فأردت أن أترجم الجملة كاملة من لسان العرب و بعض اجتهادي و أعرضها عليكم لما فيها من متعة المعرفة و توافق معناها مع بداية فصل الشمس

غزالة: تعني الشمس و تقال عند طلوعها، فلا يقال غابت الغزالة، و إنما غربت الجونة (الأسود الدخاني) و سميت كذلك لأنها تسود عند الغروب (مع أنها تبيض بالكويت عند الغروب). و قد تكون سميت بالغزالة لخيوط أشعتها التي تغزل السماء حيث أن أصلها غزل
بزالة: بزل الشيء أي انشق فممكن أن نقول عنها الفاصلة، و هي أعتقد أنها بازلة لكن بُدّلت بزالة لاكتمال اللحن
تحقرص، تمقرص: أعتقدها و لم أبحث بها أنها أتت من القرص فهي مزيدة لغرض التكلّف و المبالغة باللسع حيث أن تفعّل يعني التكلف بالفعل. و قد تدل أيضا على أن هذه الشمس تذل و تدق العنق كما يأتي معنى حقر و مقر في لسان العرب
ضبّ: قبض الشيء أو كبته أو احتواه
ضباب: تعني سحابة تغشى السماء كالدخان، و في الغالب يأتي الضباب في الليل
بلاغة: بلوغ الشدة و الجهد في أمر ما، و قد تكون قيلت للعد تبعا لسياقها (بلاغة بلاغتين دُر: واحد اثنان إرمِ؟)
دُر: و هنا أعتقد بوجود شيء من التناغم في أصول المعاني، حيث أن أدرّ تعني شدة الدوران و تقال للمغزل (أدرّت المغزل) فهي فتلته فتلا شديدا فرأيته كأنه واقف من شدة دورانه، أو تقال للسهم دَرّ السهم، دار دورانا جيدا، فكأن الجملة تنتهي بعَدّ للشمس قبل أن ترمي سهامها

و مما جمعت أشرح الجملة بما فهمت و قبلت من المعاني، و قد تعني غير ذلك

شمس فاصلة لاسعة، بددت ضباب الليل، و اشتدت عليه بسهامها