لقد ابتعدت منذ زمن عن الإحساس بالتعصب لحزب أو رأي أو اتجاه ما، و ها أنا أقابل نفسي مرة أخرى لأحاسبها على مبادئها، فأنا مهما قاربت أفكاري حزبا أو فكرا أو توجه أو ابتعدت عنه أظل أنا.... و حقيبتي. سألتني حقيبتي ذات يوم و نحن جلوس على كرسي الانتظار القبيح في منطقتي السكنية للتوجه إلى مقر عملي في المنطقة التجارية: كيف تقيسين نفسك نسبة إلى المجتمع؟، فأخبرتها أني أقيسها بإنتاجي و بقدرتي على استيعاب اختلاف المجتمع و التفاعل معه و تعريفه بقالب فريد يضمن مزيجا خلاقا للمكان و علاقته بالبيئة. سكتت و امتعضت و تمايلت باستهزاء فقابلتها بتساؤل متجاهلة تعبيرها:
هناك شيء ظل يؤرقني و أنا أفكر بما يدور في البلاد، و هو كيف أننا نطالب بأشياء عامة مثل الحريات و الاخلاق و الدين و العلم و الصحة، بلا تطرق لماهيتها؟ فقالت لي حقيبتي أن التركيز الشديد على المساواة الاقتصادية بين أفراد المجتمع جعل الناس تطمح إلى الترقية من مركز إلى أعلى، فلا يبقى هناك من يستمتع بعمله و لا يوجد توازن في درجة التفاهم بين درجات المجتمع حيث أن الدرجات الأقل عادة ما تكون للوافدين فنرى أن دقائق الأمور أمر غامض على طبيعة تفكير العديد من الكويتيين الذين غدوا لا يركزون إلا على العموميات.
أرى يا حقيبتي أن كل مجموعة في وطننا تتطلع لجنّة في خيالها و يالأقدمها من فكرة، يرسم كل واحد خطة حياته، ثم نتقاسم الأدوار ظنا أنه إذا عمل كل عضو على وظيفة (ثقافية، اجتماعية، مالية، بالضبط كأسلوب تقسيم الأرض إلى سكني و ترفيهي و ثقافي و تجاري) سنعيش في ماكينة صالحة للعيش مدى السنين و لكننا بذلك فقط نرسم خريطة لما نملك من أعضاء و مواقعها فعندما نضعها للتجربة نراها بلا حافز، بلا حياة. و لكن إن تعرف كل شخص على مصلحة الآخر و حاول توظيف نقاط قوته - و هي نقطة اختلافه عن المجموعات الأخرى- لتحقيق مشروع أو هدف معين، نرى أن المصالح الشخصية ستعود على الكل بالفائدة.
التفتّ على حقيبتي، فإذا بها نامت
هناك شيء ظل يؤرقني و أنا أفكر بما يدور في البلاد، و هو كيف أننا نطالب بأشياء عامة مثل الحريات و الاخلاق و الدين و العلم و الصحة، بلا تطرق لماهيتها؟ فقالت لي حقيبتي أن التركيز الشديد على المساواة الاقتصادية بين أفراد المجتمع جعل الناس تطمح إلى الترقية من مركز إلى أعلى، فلا يبقى هناك من يستمتع بعمله و لا يوجد توازن في درجة التفاهم بين درجات المجتمع حيث أن الدرجات الأقل عادة ما تكون للوافدين فنرى أن دقائق الأمور أمر غامض على طبيعة تفكير العديد من الكويتيين الذين غدوا لا يركزون إلا على العموميات.
أرى يا حقيبتي أن كل مجموعة في وطننا تتطلع لجنّة في خيالها و يالأقدمها من فكرة، يرسم كل واحد خطة حياته، ثم نتقاسم الأدوار ظنا أنه إذا عمل كل عضو على وظيفة (ثقافية، اجتماعية، مالية، بالضبط كأسلوب تقسيم الأرض إلى سكني و ترفيهي و ثقافي و تجاري) سنعيش في ماكينة صالحة للعيش مدى السنين و لكننا بذلك فقط نرسم خريطة لما نملك من أعضاء و مواقعها فعندما نضعها للتجربة نراها بلا حافز، بلا حياة. و لكن إن تعرف كل شخص على مصلحة الآخر و حاول توظيف نقاط قوته - و هي نقطة اختلافه عن المجموعات الأخرى- لتحقيق مشروع أو هدف معين، نرى أن المصالح الشخصية ستعود على الكل بالفائدة.
التفتّ على حقيبتي، فإذا بها نامت