هناك كلمات في حياتنا تجردت إلى درجة الرمز، فلا نرى منها إلا ما يفيد معنى واحد. إن شيئا من تعليمنا في المدارس الحكومية قد أثر في ذلك عندما يُطلَب منا ايجاد مرادف، و نحفظ هذا المرادف للامتحان و كأنه المعنى الوحيد و بئس الحفظ كوسيلة للتعليم. في الآونة الأخيرة كنت أدرس الفرنسية، و لاحظت التأكيد الواضح و القوي على تأثير السياق في المعنى. تقريبا كل الكلمات التي ترد في الدرس مفادها من السياق حتى طريقة نطقها. انه ليس بأمر ينقص لغتنا العربية لكنه أمر لا يؤكده مدرسيها. أنا لم أتلق علما مخالفا عن قريناتي في المدرسة، إلا أنني كنت أستزيد. شاركت في نشاط الشعر العربي في المرحلة المتوسطة فكانت مدرستي أ.عواطف السنعوسي من أروع المتذوقين للشعر، كانت تشرح فتفتح لنا عوالم الشاعر و أحاديث نفسه، و كانت من المدرسات القلائل اللائي يتكلمن العربية الفصحى في شرح الدروس. القراءة الدائمة و معاني الشعر جعلت بي قابلية لتفهم أهمية السياق و لو بصورة غير مباشرة. لكن ظلت فكرة واحدة لم أفهمها في ذلك العُمر و هي مبدأ الشك فيما يُكتب و دخول السياق في تأويله
ليس كل ما يُكتب يُصَدَّق و كل ما يُكتب مُقاس بسياق، محدود كان أو متغير، و هذه القاعدة تُفاضل الأعمّ من المكتوب على الأخص
"الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" هي إحدى العبارات التي أنعتها بالعامة، و التي يجب إعادة التفكير في سياقها و مرامها. المعروف كلمة تفيد معنى المتعارف عليه عند قوم من الناس و ما يتفق عليه الجمع من قواعد و أساليب. المعروف ككلمة تفيد المعرفة العامة الشاملة، فإن بطلت بطل تأثيرها، أما المنكر فكلمة تفيد الإنكار الشامل و العام من المجموعة أو الكل و بغيرها يبطل الإنكار. أنا لا أفتي هنا إنما أنقل معنى. و كلنا نعلم أن السياق هو القاضي في المعاني
لقد جاء ذكر هذه العبارة في القرآن و ليس هناك شك في ورودها. لكن هناك عنصر مهم يجب أن يؤخذ بالاعتبار، و هو أن الإسلام جاء دينا جديدا منافيا للمعروف عند قوم من الناس. فلا أرى في النهي عن المنكر دحراً للجديد، لأن ما أن أتى الجديد انتفى الشرطان معا. و لذلك تكثر حروب الدين و العنصر، تلك الساحة التائهة بين منكر و معروف
إن سياق العبارة في القرآن كان أصله السلام بين الناس، مرامه التهدئة لكي لا يصل جدال هاتين الفكرتين إلى سيفين لأنهما ما زالتا فكرتين، و الفِِكَر حلّها فِكَر. تأتي علي أيام أشعر بأني مُسَيَّرة في هذه الدنيا، فالقدر يمشي بسلاسة و منطق مُعجِز، لولا فترة التمييز هذه بين المعروف و المنكر، بين الخطأ و الصواب على أساس من سياق
وجودها يجعلني أفكر، لا أقاتل أو أجادل، يجعلني أحيا و أعيش
ليس كل ما يُكتب يُصَدَّق و كل ما يُكتب مُقاس بسياق، محدود كان أو متغير، و هذه القاعدة تُفاضل الأعمّ من المكتوب على الأخص
"الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" هي إحدى العبارات التي أنعتها بالعامة، و التي يجب إعادة التفكير في سياقها و مرامها. المعروف كلمة تفيد معنى المتعارف عليه عند قوم من الناس و ما يتفق عليه الجمع من قواعد و أساليب. المعروف ككلمة تفيد المعرفة العامة الشاملة، فإن بطلت بطل تأثيرها، أما المنكر فكلمة تفيد الإنكار الشامل و العام من المجموعة أو الكل و بغيرها يبطل الإنكار. أنا لا أفتي هنا إنما أنقل معنى. و كلنا نعلم أن السياق هو القاضي في المعاني
لقد جاء ذكر هذه العبارة في القرآن و ليس هناك شك في ورودها. لكن هناك عنصر مهم يجب أن يؤخذ بالاعتبار، و هو أن الإسلام جاء دينا جديدا منافيا للمعروف عند قوم من الناس. فلا أرى في النهي عن المنكر دحراً للجديد، لأن ما أن أتى الجديد انتفى الشرطان معا. و لذلك تكثر حروب الدين و العنصر، تلك الساحة التائهة بين منكر و معروف
إن سياق العبارة في القرآن كان أصله السلام بين الناس، مرامه التهدئة لكي لا يصل جدال هاتين الفكرتين إلى سيفين لأنهما ما زالتا فكرتين، و الفِِكَر حلّها فِكَر. تأتي علي أيام أشعر بأني مُسَيَّرة في هذه الدنيا، فالقدر يمشي بسلاسة و منطق مُعجِز، لولا فترة التمييز هذه بين المعروف و المنكر، بين الخطأ و الصواب على أساس من سياق
وجودها يجعلني أفكر، لا أقاتل أو أجادل، يجعلني أحيا و أعيش