DEEMA ALGHUNAIM

View Original

حلم

البارحة رديت البيت و أنا كلي أمل بالنوم، كنت محملة بالكتب و الكراسات الراغبة بالاستئثار بليلتي، و كان جسدي يغويني لأن آخذ نصيبي اليومي من القهوة، لكني أبيت إلا أن أنام، و لا شيء غير هذا، بما أني لا أملك القدرة على الذهاب إلى كوخ بعيد

المراد أني رأيت فيما يرى النائم بعد منازعات و مشاحنات للاستسلام للنوم أننا في حديقة شاليه ثم جاءت حمامة و حفرت جحراً تحت الشاليه لتعيش فيه. و كان أن أطفال عائلتنا يركضون بمرح حتى رأيت بينهم تتمشى حية سوداء، حاولت تنبيه الأطفال، و لكن أحدهم -و الذي في الحقيقة لم يتكلم بعد- قال لي بأنها لا تؤذي و صاروا يلعبون معها و أنا أنظرهم بخوف و هلع، و هي تحوم حولهم و لا تفتأ تتردد على بيت الحمامة و كأنها صديقتها، و مع الوقت تغير شكل الحية و صار لها وجه أشبه بالكلب أو الضبع

بعد ذلك صرنا في بيتنا نجهز حماراً بسرج للذهاب إلى الشاليه، و كان في العربة التي يجرها الحمار و أنا على ظهره: أمي و ثلاثة أو أربعة شبان، و أحياناً أصوات لناس أخر؛ لا أرى أصحابها و لكني أسمعها كلما انتبهت للطريق. ثم عندما دخلنا حولي نعبرها للوصول إلى شارع الفحيحيل، رأيناها وعرة كئيبة و أغلب مبانيها مهدمة أو جاري هدمها. و لأن الأرض وعرة نزلت عن الحمار و صرت أسحبه هو و من في العربة، كان عبئا ثقيلا و كنت أسحب ببطء و أتأذى من مرأى حولي التي صارت أطلال

وصلت أخيراً إلى المخرج الترابي من حولي و هنا تبين لهم تعبي الشديد و عرض عليّ أحد الشبان و هو مرتاح في العربة أن يساعدني، فقلت له أنني أستطيع استكمال آخر عقبة بعدها يمكن أن يسوق بنا الحمار في طريق الفحيحيل بلا عقبات حيث أنه طريق معبد، و هذا ما حصل و لكن ما أن وصلنا إلى الشارع اتضح أن الحمار لا لجام له و لا ركاب، لذا اضطررنا التوقف لشراءه ثم أكملنا السير

جدير بالذكر أن الحلم بصفة عامة كان يعرض بالمقلوب فقد بدأ بمشهد وجودنا بالشاليه، ثم مشهد حديقة الشاليه ثم انتهى بمشهد الرحلة إلى الشاليه