DEEMA ALGHUNAIM

View Original

اعتصام ضد أي اعتصام



لم أحضر يوما أي اعتصام، و لم أدرِ لماذا. ربما لأنه لم يأتِني الشعور بأن الكبت أو القمع أو الاضطهاد هي مشاعر يجب محاربتها بذات المشاعر. كنت أعتقد إنها مدركات نفسية متأصلة فينا، فلا نستطيع أن نقمع القمع أو نضطهد الاضطهاد

إلى أن سمعت عن اعتصام اليوم للمطالبة بوجوب إلغاء سرية الجلسة الاستجوابية لرئيس مجلس الوزراء. و تذكرت ما قرأت في الآونة الأخيرة عن نظام الحكم الشمولي و الذي فيه الحكومة تتدخل في أمور الشعب كافة. فأدركت أن نظام الحكم الشمولي مطبق في بلدنا على الحكومة من قِبَل الشعب، و فيه يتدخل الشعب في أمور الحكومة كافة

ثم و لأني لا أفقه شيئا في السياسة، بحثت في المعجم عن أصل كلمة ديمُقراطية، فوجدت أنه مفهوم ظهر من الثورة الفرنسية اعتراضا على مفهوم الأرستقراطية، بحثتُ عن أصل المفهوم الأخير فوجدتُ أنه مركب من كلمتان "أرستُ" و تعني الأفضل و "قراطية" و تعني القوة أي القوة الأفضل أو الأمثل، و عندما بحثت عن أصل "ديمُ" اللاتيني فوجدتُ أنها تعني إزالة فهي مدمجة مع "قراطية" تعطي معنى تفكيك القوة و هو تعبير هدمي مرغوب لإعادة البناء

عندما أصبحت الديمُقراطية نظاما صار رد فعل الشعب مماثلا لنمط الحاكم و لكن بصورة مفككة (يظنها البعض عشوائية و لا أراها كذلك). و على ذلك فأنا لا أريد أن أرى الديمُقراطية بقدر ما أود أن أرى تكامل الديمُقراطية، لأن الفرق بين النظامين الأرستقراطي و الديمُقراطي هو أن الأصل في الأول هو الكمال (الطبقة الأمثل للحكم) ثم يأتي التفكك (الشعب) في طبقة أخرى و لكن الأصل في الثاني هو التفكك (الشعب) و قدرته أو رغبته في التكامل (و ليس الكمال) و هو ما أؤمن به كنظام إن تحقق، شرط الرغبة في التكامل مع قابلية التفكيك. و لا ينجح في تطبيق هذا إلا شعب مرن واعٍ للتأثيرات التي تحتم إعادة تشكيله