DEEMA ALGHUNAIM

View Original

لا تحفظون التواريخ

إعلان دائما تصدره الأبلة في يوم المراجعة للإمتحان إلا من بعض التواريخ التي نضع خطا تحتها، و هي قليلة. لم أدرك معنى الرجوع للتاريخ إلا من مناقشاتنا كطلبة مع بعض المدرسين بالجامعة حيث فُتِح عالم جديد في نسق أفكاري يعتمد على تزامن الأمور و الأحداث و الشخصيات التي ربطت كل العلوم مع بعضها لتكون تركيب فراغي للعالم أكتسب من خلاله قدرة على التقييم و التقدير.

إن التعداد الرقمي للتاريخ يعطي قياسا للعلاقات بين الأشياء و لسنا بحاجة أن نحفظه أو نعرفه إذا كان أسلوب تعليمنا يرتكز على الفحوى دون العلاقة و السبب. و لكن إذا بدأ التدريس من خلال التعداد الرقمي و التشكيل الزمني للعلوم، ستنشأ عقول تحمل شريطا ذهنيا لمدى تشابك الأمور العلمية و اعتمادها على بعضها، و ستنشأ أجيال قادرة على التركيب و التحليل بتوازن، و سيبدأ الاختلاف يأخذ منحى آخر لا يعتمد على ماهية الأشياء و إنما كيفية النظر إليها.

لا أقول أنه أسلوب فاعلي (يعتمد على الفاعل) و إنما أقصد أن الترتيب التاريخي للأشياء لا يعتمد خطا واحدا، و بذلك تركيب الأمور دائما يختلف، و لكنه محكوم بقبل و بعد؛ و بذلك نصل إلى أسلوب حوار و طبقات من التفاهم جديدة