قصة مسلوقة
وجدت مجلة الأطفال براعم الإيمان "ملحق مجلة الوعي الإسلامي" ملقاة بجانبي، فتحتها أتصفح لكني لم أجد أحدا في القصة المصورة مجرد بيوت و أشجار و مرسومة بشكل أسوأ من تلك الرسومات التي كنا نشتريها من المكتبة من أجل المجهود الذاتي. قرأت العنوان لأتبين "قصة عيسى عليه السلام"، فأدركت أن السبب في ذلك أن الرسام لا يريد أن يرسم المَلَك الذي تنزل و لا يريد أن يرسم مريم العذراء، فتحت الصفحة الثانية، و اذا بمشهد الناس عندما علموا بأمر الصبي، الصفحة الأولى فيها ناس، و الصفحة الثانية الرسام أخذ الصور التي رسمها في الصفحة الأولى و عكسها و غير ألوانها لكي لا نلاحظ، و إذا ضاق به الحال يضع صورة القمر
أنا محايدة في موضوع رسم الملائكة و الرسل، مع إني أرى أننا نصورهم في الواقع عندما نتكلم أو نكتب عنهم فما الفرق بين رسوم منطوقة و رسوم مرئية؟ و لكن أي رسام لموضوع فيه جدل يجب عليه في الغالب إدراك الحدود العامة للإرضاء، فالسبب المنطقي في عدم قبول رسوما للرسل و للملائكة أنها لا تليق بمقامها أو أنها بعيدة عن الصحة و لهذا الغرض بالذات يجب على الرسام أن يضفي لهذا الحد قيمة و يعطيه حقه من الإبداع. فكل عمل فني يتضمن الأسلوب و الفكرة. وأفضل القصص المصورة التي أستطيع قراءتها بلا رجوع إلى الكلام المرفق، و أقرؤها فأحترم القصة
الرسومات كالسحر، تستطيع دوما أن تكوّن جملة من غير أن تبين وجها أو شكلا. و الطفل يتأثر بما يرى، و لازلت أذكر شخصيات مصورة كانت تعجبني بل و تُبهرني. إن ما رأيت و أُريكم هو "سَلاق بيض" لا يحترم القارئ و لا حتى المتصفّح. بعد ذلك ذهبت إلى قسم الكتب الدينية للأطفال في مكتبتنا و وجدت عددان من قصة عيسى عليه السلام، رسمت بأحلى ما يكون، فأشعر فعلا أني أقرأ قصة نبي
Winsor McCay و أذكر أيضا أسلوب الرسام الرائع
و الذي أعرض أحد قصصه التي -كما هو واضح- بسيطة الفكرة و المضمون و لكنه أداها بأسلوب راقي يجعل القصة دائما محط تأمل فسَحَر النافذة و جعلها تستقطب العجائب. لقد تركت كتابه مفتوحا في الغرفة، دخل أخي و كأن ليس بالغرفة سوى هذا الكتاب و مال عليه يقرأ باهتمام